منوعات

الموسيقار أحمد المك.. أطلقنا مبادرة لحفظ حقوق المبدعين.. توحيد الصف

سنوات وقضية الحقوق المجاورة تراوح مكانها، ويشكو كثير من الشعراء والملحنين من ضياع حقوقهم المادية والأدبية في أوقات كثيرة بسبب تغول الفنانين على أغلبهم وترديدها دون علمهم أو إذنهم والتكسب منها، القضية أخذت منحى آخر بعد الاهتمام المتعاظم والوعي الذي ساد الساحة الفنية مؤخرا، ولكن يعيبها بحسب البعض أن محاولات متابعة الحقوق دائما ماتكون فردية وليس هناك جهة أو كيان يضم الشعراء والملحنين والمؤلفين لتوحيد صفهم ووضع النقاط الأساسية لمتابعة الحقوق التي يتهمون الفنانين بالاستفادة من أعمالهم دون منحهم أي فوائد مادية نظير تلك الأغاني والألحان.

عن المبادرة
الموسيقار أحمد المك واحد من المهمومين بالقضية في الوسط الفني وأحد الرواد في الموسيقى والتلحين طرح مؤخرا مبادرة وجدت الثناء والقبول وسط المجتمع الفني وتهدف مبادرة المك إلى حفظ حقوق الشعراء والملحنين والعازفين وتلزم الفنانين بإيداع مبالغ مالية إلى الجهات المختصه مقابل ما يرددوه من أعمال غنائية في بيوت الأفراح والمناسبات، وقال المك إن الهدف من هذه المبادرة جمع الشعراء والملحنين في صف واحد لملاحقة حقوقهم ولتفادي الفنانين الحرج عند ترديدهم أغنيات دون مقابل، وأضاف المقترح: لا بد أن يكون الغناء مصنفا ومسجلا وأن يمنع كل فنان لايمتلك رخصة للغناء وطالب بإلزام الفنانين تسجيل 40 أغنية تضم 80 شاعرا وملحنا وتوزع عليهم والمقترح بأن تدفع فقط ألف جنية جزء من تصديق الحفل، وهي حتى وإن لم يتغن بها لنضمن حق الشاعر والملحن.

العبرة بالخواتيم
الفنان سيف الجامعة قال إنه منذ صدور قانون حق المؤلف قبل عشرين عاما ظل المجتمع الفني يراوح مكانه ما بين قضايا في المحاكم بين الفنانين والشعراء والملحنين وقضايا أخرى حسمت بشكل ودي، ويرى بأن الأمر واضح وينبغي على الكل الاهتمام بحقوق الآخرين سواء شعراء أو ملحنين وكافة الأطراف المشاركة في العملية الإبداعية الغنائية من عازفين وغيرهم حتى لا تهدر الحقوق، وأشار الجامعة إلى أن ناشري الأغاني يتهربون من تلك الحقوق بابتداع وسائل مختلفة لإنتاج الأغاني بطريقة لاتكلفهم أي حقوق أخرى، وأضاف : الفنانون رغم أنهم يستفيدون قليلا من الحفلات إلا أنهم متضررون أيضا ولكن بنسبة أقل مقارنة بالشعراء والملحنين الذين يعتبرون الأكثر تضررا ، وطالب سيف بتحديد المقابل المادي الذي يرضي جميع الأطراف المنتجة للعمل الغنائي حتى لا يظلم أحد مطربا أم شاعرا أو ملحنا أو شركة منتجة للعمل أو حتى الفضائيات وكافة الجهات المنتجة، وبخصوص مبادرة أحمد المك يقول سيف الجامعة إنها تصب في اتجاه ما نصبو إليه في الوسط الفني من إحقاق الحقوق وأن المبادرة وجدت حماسا وقبولا منقطع النظير في الوسط وتداعى لها كثير من المبدعين ولكن العبرة في اعتقادي تكون بالخواتيم والنهايات السعيدة.

جمعية خاصة
قال سيف الجامعة اقترحت في اجتماع المبادرة التي طرحها المك بالإسراع في تكوين جمعية الملحنين والمؤلفين وإنشاء آلية متفرعة منها للحصول على الحقوق ومتابعتها بأسرع وقت ممكن، وقال: فورا تلقينا موافقة من الإخوة في الاتحاد ومن المصنفات الأدبية بدعم المبادرة، ويشير سيف إلى أنه كان موجودا باجتماع المبادرة بصفته ملحنا ولكنه في الوقت ذاته مؤد، مؤكدا بأن المؤدين ذاتهم متضررون على مستوى المعرفة والإدارة، لافتا إلى أن تلك حقوق عرفت تأريخيا وأنها ليست محاولات لبث الوعي بالقوانين والملكية الفكرية التي نشأت عالميا وأقيمت لها كيانات لحفظ الحقوق، ولكنها تراجعت وتأثرت بعوامل عدة وتوقفت ولكن نؤكد على أنها مهمة جدا لضمان استمرارية العملية الإبداعية والفنية وأهمية اهتمام المنتجين وحرصهم على هذه الحقوق والوصول إلى صيغة عادلة تضمن حقوق الجميع، ويقول سيف نحن كفنانين نؤكد استعدادنا لدعم المبادرة ومدها بالإمكانات المطلوبة لمباشرة العمل بها دون تعطيل سيما وأنها زفت إلينا كثيرا من البشريات والكرة الآن في ملعب المبدعين وواجبهم أن يتكاتفوا وينشطوا العمل الجماعي بعيدا عن الحلول الفردية.

خطوة في الاتجاه الصحيح
فيما قال المطرب الشاب فهد البشري إن مبادرة أحمد المك واقتراحه فيما يتعلق بقضية حق الشاعر والملحن وما يردد به المطربون في بيوتات الأفراح إن ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح وأن الأمر لن ينظم إلا بتنفيذ هذه المبادرة التي ستمنح كل ذي حق حقه وأن أول خطوات تنفيذها تكون بإنشاء جمعية الشعراء وأخرى للملحنين أو دمجهم تحت مظلة واحدة ،وأضاف فهد أنا كمطرب لابد أن أحفظ حقوقى أيضا، وتساءل: لماذا لا يكون هنالك تنسيق بين مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية و الشرطة فيما يخص إنشاء الحفل(التصديق) بإلزام أصحاب المناسبة بفنان لديه رخصة أو بطاقة مزاولة المهنة خاصة وأن ذلك أمر ضروري، الآن باعتبار أن الغناء في السودان يتطلب الحصول على رخصة المزاولة، وبالتالي تعرف الجمعية متى غنى الفنان وتحفظ الحقوق، والسؤال هل ستنجح كل هذه الجهود أم تذهب في مهب الريح كسابقاتها. جميل أن يكون الفن عندنا احترافيه.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي