لماذا يجب التركيز على عمل واحد أثناء الدوام الوظيفي؟
التطور التكنولوجي غير حياتنا وجعلها أسهل، لكنه خفض أيضاً من قدرتنا على التركيز. مشغولون دائماً أمام شاشة الحاسوب، نحن أقل قدرة على التركيز على مهمة واحدة. متى هي آخر مرة كتبت بها شيئاً، قرأت كتاباً، دققت في رسائلك التي وصلتك عبر بريدك الإكتروني دون الاستماع إلى الموسيقى؟ لا تذكر بالطبع. أصبح الـ Multitasking أو تعدد المهام على مر السنين ونتيجة لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات الجديدة، أحد مكونات طريقة عملنا. مشغولون دائماً بشيء مثير للإهتمام أو أكثر أهمية، ترانا نتخلى لثانيتين أو دقيقتين أو ساعتين عن أمور أخرى. تعدد المهمات أمر خادع، إذ يجعلنا نعتقد أننا نسيطر على جميع الأمور، ليتضح حقاً إنه وسيلة لغدر الوقت والشلل. من يستطيع التقدم في موضوع معين، إذا ما كان يتركه ليركز على عمل آخر كل عشرة دقائق؟ نقدم إليك سببين للابتعاد عن تعدد المهمات في الوظيفة وفقاً لموقع Terrafemina:
• عجز في الإنتباه وإنخفاض في الإنتاجية: تعدد المهمات ليس إهداراً للوقت فحسب، بل إنه يؤثر في قدرتنا على التركيز. وأكدت دراسة نشرت عام 2014 في Journal of Experimental Psychology أن تحويل الانتباه لمدة ثانيتين أو ثلاث، أي الوقت الذي يتطلبه الانتقال من ملف إلى التدقيق في رسائل البريد الإلكتروني، كافٍ لمضاعفة عدد الأخطاء في المهمة التي نحن في صدد إنجازها. وأظهرت دراسة أخرى أجريت عام 2013، أن محاولة تنفيذ أمور عدة في نفس الوقت يؤثر بقوة على أدائنا، خصوصاً عندما يتطلب منا الأمر اتخاذ أحكام محددة ومعقدة. وأكدت دراسة أجريت في جامعة ستانفورد أن متعددي المهماتن والذين يعمدون إلى تصفح عدد من الشاشات في آن واحد هم أكثر عرضة لتشتت التركيز ومحدوديته بالنسبة إلى وقت العمل.
• مهمة واحدة في الوقت جيدة للدماغ: إذا كان لتعدد المهمات تأثير سلبي على إنتاجيتنا وعلى قدرتنا على التركيز، لماذا نستمر في اتباعها؟ “إن جميع الأدوات التي هي بحوزتنا معدة لعدم السماح لنا بإتمام مهمة واحدة” هذا ما فسرته مانوش زمرودي كاتبة Podcast ‘Not to Self’ والتي أعدت أخيراً دراسة تفاعلية للحد من آثار التلقي الزائد للمعلومات، لصحيفة “النيويورك تايمز”. وأضافت زمرودي أن التركيز على مهمة واحدة لا ينطوي على الملل. وهي وفقاً للخبراء، الموجه الذي يدفع بنا إلى زيادة الإنتاجية والتركيز ذلك قبل دخول اللوحات والهواتف الذكية إلى حياتنا. وقالت عالمة النفس والأستاذة في جامعة ستانفورد كيلي ماكغونيغال أن التركيز على مهمة واحدة يجعلنا متوافقين مع عملنا ويدفع بنا إلى الشعور بالسرور لدى إنجازنا الأعباء التي تحاوطنا. وتؤكد عالمة النفس على أن تعدد المهمات هو قدرة مهمة وطريقة من التركيز الذاتي، وفي المقابل تواجد لقيود معرفية. في الواقع، إنجاز مهمة واحدة يجعلنا غير مرهقين في أيام العمل. ” لدينا موارد عصبية محدودة”. ووفقاً لمانوش زمرودي تتعب هذه الموارد لدى إنتقالنا من عمل إلى آخر، وخصوصاً لدى جلوسنا أمام الحاسوب لفترات طويلة. وأكدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا على إمكان تشتت ذهننا بنسبة 400 مرة في اليوم عندما نعمل على الإنترنت. “هذا هو سبب شعوركم بالتعب في نهاية اليوم، لقد إستنزفتم كل طاقتكم”.
النهار