مركز صحي المهدية يا وزير الصحة !!
شنت الصحافة هجوماً شديداً على البروفيسور “مأمون حميدة” وزير الصحة بولاية الخرطوم، والسبب أن السيد الوزير طلب بنقل الخدمات العلاجية إلى أماكن السكان عندما قرر تفكيك مستشفى الخرطوم التعليمي، فقرار السيد الوزير صائب خاصة وأن المريض لا يستأذن أحد حين قدومه، فكلما كانت المؤسسة العلاجية قريبة للمواطن كلما قلت معاناة المواطنين، ولكن دعوني وحسب قرار السيد الوزير أن ننظر إلى المركز الطبي الذي شيِّد بمدينة المهدية الحارة الثانية وتمت تكلفته المليار غير المعدات الطبية التي تم استجلابها من الخارج، وأيضاً ملايين الدولارات.
هذا المركز الصحي إن جاز أن نطلق عليه الاسم منذ أن تم تشييده لم تمارس فيه مهنة التطبيب أو العلاج، السبب أن الهيئة القومية للكهرباء وقبل أن تشرع الجهات المسؤولة في عمل المركز تقدمت الهيئة بفاتورة كهرباء بملايين الجنيهات والمركز لم يعمل بعد، ومن أين بهذا المبلغ الضخم والمركز لم يعمل، فالهيئة القومية للكهرباء مثلها ومثل الضرائب والعوائد والزكاة، فصاحب المحل التجاري أو الدكان أو البقالة أو البنشر ما أن بدأ في تجهيز محله يدخل عليه بتاع الضرائب والعوائد والزكاة.. فبدلاً من ترك هذا الشخص أن يبدأ عمله يطالب بدفع مبالغ مالية ما أنزل الله بها من سلطان، وهذه الدفعيات تجعل التاجر أو صاحب الكنتين يغلق محله قبل أن يبدأ، فالمركز الصحي الذي شيَّد على طراز رائع بمدينة المهدية كاد أن يغلق قبل أن يبدأ، لأن فاتورة الكهرباء الملزم بدفعها فوق الخيال، وإن كانت الجهات المسؤولة قد استجابت بدفع مبلغ معتبر، ولكن حتى -الآن- لم يتم تركيب المحول الكهربائي رغم دفع المبلغ، ونعرف جرجرة المسؤول السوداني أو الموظف أو العامل، هذه الجرجرة أخرت عمل هذا المركز والذي سيخفف الضغط على مستشفى (النو) أو (البلك) ويستوعب سكان الحارات من الأولى وحتى السادسة تقريباً.
إن قرار البروفيسور “حميدة” يحتاج إلى من ينفذه وليس قرارات تطلق في الهواء فقط، ومن وقت مضى كانت الخدمات العلاجية أقرب إلى المواطن، ففي كل حي يوجد مركز صحي يعالج الأمراض الطارئة بدلاً من الذهاب إلى المستشفيات الكبيرة التي تكتظ بالمرضى (24) ساعة، لذا لا بد أن يتدخل وزير الصحة الولائي لحل مشكلة هذا المركز خدمة للمواطنين وحفاظاً على المعدات الطبية التي تقدر تكلفتها بالمليارات وتتطلب أن يتدخل -أيضاً- وزير الكهرباء أو المسؤولين بالهيئة القومية للكهرباء للإسراع لتركيب المحول حتى يستأنف المركز عمله.
المجهر