زهير السراج

“زعبُلّة الأُولَة” رِجِع تااانى !!


* سأقول لكم من هو (زعبُلّة الأُلَة) .. ولكن دعونا أولا نستعرض الخبر الذى نشرته وكالة السودان للأنباء بموقعها يوم السبت 24 / 9 / 2016، عن ضبط بعض المخالفات التي (تهدد الأمن الثقافي وقيم وأخلاق وموروثات الأمة)، حسب الخبر!!
* تخيلوا .. مخالفات في بعض مقاهي الإنترنت (تهدد الأمن الثقافي وقيم وأخلاق وموروثات الأمة) .. والله إذا كانت مخالفات بعض مقاهي الإنترنت تفعل كل هذا بنا، فإما أن نكون نحن أمة بلا ثقافة أو قيم أو موروثات أو أخلاق، أو لسنا أمة في الأصل، أو يجب على الدولة أن تغلق كل مقاهي الإنترنت، بل توقف خدمة الإنترنت نهائياً في السودان، ويروح الإنترنت في ستين داهية إذا كان يهدد الوجود السوداني .. (إنما الأمم الاخلاق ما بقيت ** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
* يقول الخبر: “ضبطت الأجهزة الأمنية والهيئة القومية للاتصالات والمصنفات الفنية في مقاهي للانترنت عدداً من المخالفات التي تهدد الأمن الثقافي وقيم وأخلاق وموروثات الأمة، وقال الأستاذ (عباس سالم) مدير الادارة العامة للمصنفات الفنية والأدبية بولاية الخرطوم، إن أربعة فرق من الأجهزة قامت بحملة تفتيش ناجحة لمقاهي الانترنت في العاصمة ووجدت مخالفات في حواسيب المقاهي، اضافة الى عدد من الفلاشات الكبيرة بها مواد ثقافية خادشة للاخلاق والقيم الفاضلة، وتم تحويل تلك المخالفات للأجهزة العدلية ”
* تخيلوا .. (أربعة فرق) لملاحقة مقاهي الإنترنت، وهى للعلم مطاردات وملاحقات مستمرة ومتكررة تسبقها وتعقبها التصريحات الاعلامية الضخمة، بينما ينعدم ورق الفولسكاب في أقسام الشرطة، ولم نسمع عن فرقة واحدة، بل شخص واحد لمطاردة الجناة الذين اختطفوا المهندس ابوالقاسم واعتدوا عليه، وتركوه ملقي في الخلاء بين الموت والحياة!!
* ونتساءل ..إذا كانت المقاهي بهذه الخطورة، فلماذا لا تغلقها الحكومة وتكفينا شرها، وشر الانفاق على الفرق التي تطاردها، أم ستظل إدارة المصنفات تجهد نفسها وتبدد مال الدولة لملاحقتها، وتخرج علينا كل يوم بتصريح ضخم حتى تبرر أهمية العمل الذي تقوم به وضمان استمراره واهدار مال الشعب عليه، بينما الإنترنت ينتشر في كل يد وكل مكان وزمان عبر الموبايلات التي لا تحتاج الى مقاهي أو كافتيريات أو كمبيوترات، أم أن المصنفات ستطارد الموبايلات أيضا، حتى تتسع العملية؟!
* في نفس الخبر، يبشرنا السيد (محمد الناجى عمر) منسق فرق التفتيش ــ (بالله عليكم تأملوا هذا المسمى الوظيفى العجيب ـ منسق فرق التفتيش، فرق وتفتيش وتنسيق ومنسق وقيامة رابطة) ــ يبشرنا منسق فرق التفتيش، بأن الهيئة القومية للاتصالات صممت إسطوانة لاصحاب المقاهي لتنزيلها في اجهزة الحاسوب تمنع المتصفحين من إنزال برامج (سيئة الاخلاق)، كما أن المصنفات بصدد إنزال اسطوانة جديدة في السيرفر تحمى كل الاجهزة المتصلة به!!
* والسؤال: أين ذهبت الأجهزة الضخمة التى إشترتها الهيئة القومية للاتصالات بملايين الدولارات لحجب المواقع الإباحية والخادشة للحياء، أم أنها عجزت عن ملاحقة تطورات التكنولوجيا، وهل ستنجح أسطوانة المصنفات في ما عجزت عنه أجهزة الهيئة، أم أن الموضوع لا يخرج عن إطار المصالح المادية، والفرقعات الصحفية للفت نظر المسؤولين “بأننا هنا، وهاهي أعمالنا تشهد علينا)!!
* يبقى القول ان (زعبُلّة الأُولَة) هو المحامي (خليفة خلف الله خلف خِلاف المحامى) في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة)، الذي ينتفض ويصرخ بأعلى صوته فى المحكمة، بغرض لفت الأنظار، فيصاب الشاهد (عادل إمام) بالفزع، ويصيح قائلا : “زعبُلّة الأُولَة (القُلة) رجع تاني”!!
الجريدة