صلاح الدين عووضة

(زول) مهم جداً !!


*طردني أستاذ (الأدب) بسبب (قلة الأدب)..

*فأنا لم أطق صبراً – لحين انتهاء الحصة – كي أقول لزميلي صديق (نعيماً)..

*فقد كان قصد الحلاق-عوضاً عن الفوال – أثناء فترة الفطور ..

*فذهبت أتلذذ بنكهة الشاي وفي ظني أن الحصة ستكون بلا (نكهة)..

*توهمت أن (الحياة) ستتوقف- داخل الفصل- وقد نُزعت عنها (روح) وجودي..

*فأنا (المهم) بكثرة مداخلاتي ومشاغباتي وقفشاتي..

*أو هكذا ظننت (تصديقاً) لما كان يُشيعه عني البعض ومنهم (صديق)..

*واقتربت من الفصل لأرى لأي مدى هي (الكآبة) بداخله..

* ففوجئت بأن (الحياة) تسير سيرها الطبيعي في فصل (غزالي)..

*بل إن صديقي الذي طُردت بسببه كان واقفاً يتحدث وهو يضحك..

*ويضحك لضحكه الأستاذ و(الغزالي) والزملاء أجمعون ..

*بل كدت أرى مقعدي الخالي يضحك بدوره وهو يمد نحوي مقبض ظهره (لساناً)..

*فانسحبت راجعاً إلى (البوفيه) وفي القلب حسرة..

*كيف لا يندم الأستاذ ؟ ويثور الزملاء ؟ وتهوي السبورة؟ ويتمرد (الأدب) ؟!..

*واكتشفت – لحظتها- أن ما من طالب يمكن أن يكون (محور) الفصل..

*وصرت (أحسن الأدب) في حضرة أستاذ (الأدب)..

*وقديماً اكتشف علماء الفلك أن الأرض ليست (محور) الكون..

*وأن الإنسان ليس- كما كان يظن- (محور) الوجود..

*فثمة نجوم عملاقة تختفي والمجرات تواصل دورانها..

*وثمة أناس – ذوو شأن – يموتون والحياة تمضي من غيرهم..

*وثمة أنظمة – ذات سطوة – تتهاوى والشعوب تظل واقفة..

*ولكن ما أدركته أنا (الصغير)- آنذاك-لا يدركه (كبار) في زماننا هذا..

*فمنهم من يظن أنه (محور) الوزارة فإن ذهب هو، ذهب ريحها..

*ومنهم من يظن أنه (محور) الهيئة فإن فُصل، انفصلت هي عن أسباب النجاح..

*ومنهم من يظن أنه (محور) الحزب فإن تنحى، تنحى الحزب كله جانباً..

*بل إن منهم من يظن أن النظام كله هو (محور) البلد فإن ترجل هو (بركت) هي..

*ولهذا تكثر بيننا هذه الأيام عبارة (من البديل؟)..

*سواء على صعيد الأفراد، أو الجماعات، أو النظام..

*ونسي هؤلاء أنهم لم يكونوا (شيئاً) إلى ما قبل خروجهم من غياهب (المجهول)..

*ولم يسأل أحد من الناس حينها (البديل منو؟!)..

*وحتى إن سأل فما كان سيجد من يجيبه بأنه (النظام الفلاني ورموزه)..

*ومجرد طرح هذا السؤال هو قدح في الشخصية السودانية..

*ومن يظن أنه (زول مهم جداً)- توهماً- فعليه مراجعة نفسه..

*ثم في حضرة هذا الشعب (يُحسن الأدب!!!).

الصيحة