المشاط.. ضغوط العمل والأسرة تطيح بالزينة القديمة.. ابتكار جديد
في كل كتب التاريخ تظهر الكنداكات ممشوقات القوام أسدلن ضفائرهن الممشطة بحسب نعوم شقير في كتابه (جغرافيا السودان)، فالمشاط كثقافة اشتهرت بها النساء في إفريقيا بالتحديد بجانب انتشاره في العديد من دول العالم قديما، وتلجأ النسوة لتلك الزينة الجمالية لتوفير الوقت واستثماره في ممارسة الحياة العادية بجانب لفت الأنظار.
ومع إيقاع الحياة المتسارع بات الوقت غير كاف لأن تضرب المرأة موعداً للمشاط وهي تركض ما بين التزاماتها المنزلية والعمل، وفي السنوات الماضية كان المشاط نوعا من مكملات الجمال، ولكن الآن أصبح ضربا من ضروب الموضة، وقديما كان السودانيون يباهون بكرمهم في إكرام المشاطات حيث ترنم الفنان صلاح بن البادية قائلا : (دفع المليون للمشاطة).
طريقة فنية
بدأت الظاهرة في ممالك النوبة والكوشيين، ويعود السبب إلى خامات الشعر القوي السبيبة والخشن، ومع مرور الوقت باتوا يمشطون الشعر للمرأة والرجل، ومع دخول القبائل العربية بدأ التمييز بين الجنسين، وفي السياق تقول الحاجة زينب دفع الله إن المشاط يتم بشق الشعر لأربعة وهي تعرف (بالفقيرية) وتضفير الجزء الخلفي ويكون على شكل (صليب) ،وأضافت : انتشر في معظم القبائل السودانية ولكن يختلف من مجموعة لأخرى، ولكل قبلية شكل يختلف عن الثانية، وأردفت : (شق الشعرة) يكون بعود من الصندل يبرأ بذات برية القلم أما المقتدرون ففي العادة يشقونه بالذهب بمرواد يشبه الذي يتم به وضع الكحل.
أنواع عديدة
تواصل الحاجة زينب حديثها قائلة: سيرة المشاط مرتبطة بصاحبة المهنة والتي تعتبر بمثابة الخطابة في المجتمع ثم إعلامية في نقل الأخبار وهنالك قول سائد: (إذا حبتك المشاطة ترفع من قدرك وتذكرك بكل جميل) عند مجالس مشاطها، واستطردت : تتم العملية بطقوس معينة في أجواء أسرية مع رائحة البن التي تفوح وتملأ المكان، في تجمع اجتماعي تدار فيه المشاكل وحلولها بطريقة قطيعة النسوان، وزادت: من أسمائه وأنواعه القديمة (الشتح والقصة والمساير والسودان قفل) وأضاقت: الأخيرة هي خاصة بالمرأة التي يتوفى عنها زوجها حيث تمشط شعرها للخلف.
الخرطوم ـ عرفة وداعة الله
صحيفة اليوم التالي