صلاح حبيب

هل يواصل مبارك الفاضل المبادرة !!


حسناً فعل المكتب السياسي لحزب الأمة القومي بعدم الاستجابة لقرار الإمام “الصادق المهدي” بفصل السيد “مبارك الفاضل” من الحزب وعدم استجابة المكتب السياسي، يدل على أن هناك مجموعة من أعضاء المكتب السياسي لا يريدون أن تكون هناك معارك مع سيد “مبارك” الذي عرف بالقوة، وعدم الهزيمة مهما كان الأشخاص الذين ينازلون الميدان السياسي.
فالإمام “الصادق المهدي” يفترض أن يطوي ملف الخلاف مع سيد “مبارك” وهو في النهاية من آل البيت وقلبه على الحزب، شخص دخل حلبة السياسة، ومن حق سيد “مبارك” أن يتطلع لرئاسة الحزب، فهو الذي “فاضل” منذ صغره وشبابه وكهولته إذا جاز لنا أن نسميها، لأن سيد “مبارك” تعدى الستين وهذه السن تعد مرحلة الكهولة، أما السيد الإمام فقد تعدى مرحلة الشيخوخة ومازال يطمع أن يعود إلى كرسي السلطة رئيساً أو رئيس وزراء.
أن الخلافات داخل حزب الأمة القوي ستضعفه أكثر مما هو ضعيف وافتعال المعارك في هذه الظروف مضرة جداً خاصة مع السيد “مبارك”، وأنا هنا لا أدافع عن السيد “مبارك” ولا عن الإمام، ولكن كمراقب ومحلل أرى أن الحزب يفترض أن يظل متماسكاً للمرحلة المقبلة، والصراع مع السيد “مبارك” يفقده الكثير، خاصة وأن الأسماء الكبيرة التي كان يحظى بها الحزب أصبحت خارج الإطار رغم ما سمعنا عن قرار قد صدر من الإمام بعودة القيادات التي تركت الحزب أمثال: دكتور “آدم مادبو” و”بكري عديل” والدكتور “إبراهيم الأمين” والكثير من القيادات المؤثرة في الحزب.
الإمام “الصادق المهدي” حظي باحترام كبير من الأنصار وحزب الأمة صغاراً وكباراً، والكبار من الأنصار ما زالوا يعشمون فيه رائحة “المهدي” والإمام “عبد الرحمن” و”الصديق” و”الهادي”، ولذلك البعض يحمل حفنات من تراب أقدامه تبركاً بها.. فلو استفاد الإمام من هذا الحب الكبير وتنازل عن بعض الصغائر لما تفتت الحزب ولما تشرذم وأصبح هناك أكثر من حزب باسم الأمة، فالجبهة القومية التي لم تحظ بأصوات كبيرة في الانتخابات الماضية، الآن أصبحت حزباً كبيراً ومؤثراً وقياداته تقبل النقد والتصويب وما عادت حزب الرجل الواحد، ولذلك لا بد أن يراجع الإمام “الصادق المهدي” نفسه وحزبه استعداداً للمرحلة القادمة إذا أراد أن يخوض انتخابات 2020م، وهذه الانتخابات تحتاج إلى تماسك، والسيد “مبارك” رجل دولة اختلف الناس معه أو اتفقوا فهو شخص له تاريخه في الحزب ولا يمكن أن نلغيه بجرة قلم من الإمام، وحسناً فعل الأعضاء ولم يصدروا قرار فصله، لأن الطاولة ستنقلب عليهم و”مبارك” عنيد.

المجهر