صلاح حبيب

تبقى من الزمن (24) ساعة!!


شهدت “القاهرة” في الأيام الماضية حراكاً سياسياً سودانياً ومصرياً وسودانياً سودانياً، فكان لقاء الرئيس “البشير” بنظيره الرئيس المصري “السيسي”، وتم الاتفاق على كثير من القضايا المتعلقة بين البلدين. أما الحراك السوداني السوداني فقد شهد لقاء رئيس الجمهورية بمولانا “محمد عثمان الميرغني” وهو لقاء متعلق بقضايا الوطن ولم تعرف حتى الآن تفاصيل هذا اللقاء بين الرئيس “البشير” ومولانا “الميرغني”. أما اللقاء الثالث والذي كان من المفترض أن يكون بين السيدين الإمام “الصادق المهدي” ومولانا “الميرغني”، كالعادة التي درجا عليها منذ فترة طويلة من الزمن وأصبح لقاء السيدين مادة في كل الصحف، حينما يغيبان عن بعضهما البعض ويكون هناك دواعي اللقاء لحسم كثير من القضايا السياسية والوطنية، ولكن على الرغم من وجود مولانا “الميرغني” وعلى مقربة من مقر إقامة “المهدي”، كلف نجله “محمد الحسن الميرغني” للالتقاء بالمهدي، فالإمام “الصادق المهدي” وما له من مكانة كبيرة لم يرفض لقاء “محمد الحسن الميرغني”، ولم يقل هذا ليس نداءً للجلوس معه أو مناقشة قضايا الوطن التي يعرفها “المهدي” أكثر من “الحسن”. فالمهدي بهذا الموقف يؤكد بياض نيته واهتمامه بقضايا الوطن أكثر من الأشخاص، فسواء جلس مع مولانا “الميرغني” أو نجله فالأمر عنده مناقشة القضايا الوطنية وللوصول فيها إلى اتفاق يساعد على استقرار الوطن، ولذلك جلس “المهدي” مع “الحسن” وتم الاتفاق على دعم الموقف الوطني وخروج البلاد من أزمتها السياسية الراهنة، والعمل على تحقيق السلام. ولكن كل هذا الحديث ما لم يكن هناك بيان بالعمل يصبح حبراً على ورق، وما أكثر الأحبار التي سكبت على الورق طوال الفترة الماضية. فالإمام “المهدي” ومولانا “الميرغني” لابد من اتخاذ خطوات إيجابية من جانبهما، إما بمعالجة تلك القضايا والوصول فيها إلى اتفاق أو السير في طريق المعارضة الواضح وليس مسك (العصا من النص). فالبلاد لا تحتمل أكثر مما احتملته، فإذا كانا يعيشان في بحبوحة من العيش ولديهما من الأرصدة المالية التي يقتاتون منها، فهذا الشعب البسيط المسكين لا يملك قوت يومه ناهيك عن أرصدة في البنوك. فلابد أن تتم معالجة قضايا الوطن بصورة جدية بدلاً من تلك المناورات والهروب من ساحة الوطن والادعاء بالمعالجة من الخارج، ولم يبق للجمعية العمومية للحوار الوطني إلا يوماً واحداً وتسلم فيه مخرجات الحوار، إما أن تحل المشكلة نهائياً أو الاستمرار في الحرب والمعاناة. والخاسر ليس “المهدي” ولا “الميرغني” ولا “عرمان”، ولا “الحلو” ولا “عقار”، فالخسران هذا المواطن المسكين!!

المجهر