يوم اغتلنا السفير المصري..!!
* وقبل أن أسرد (إعترافي!!) هذا أقول إنني قد أوكلت – منذ الآن – المحامي (العكليتة) الشهير عادل عبد الغني للدفاع عني إذا (جدّ الجِد)..
* والسفير المذكور – عليه الرحمة – هو أحد أكثر سفراء الشقيقة مصر بعاصمة بلادنا حباً لأبناء جنوب الوادي..
* وفضلاً عن ذلك فقد كان يتصف ببساطةٍ في التعامل عجيبة إلى حد إنها – ربما – كانت سبباً في الذي حاق به مما سنذكره في كلمتنا هذه..
* فنهار يوم كنا بمكتبه – شخصي والسفير الدبلوماسي الراحل سيد أحمد الحاردلو – تلبيةً لدعوة من تلقائه لإحتساء قهوة (مضبوطة)..
* وخلال (الدردشة) – التي لم تخل من قضايا السياسة بالطبع -لاحظت أن مشكلته المعروفة في الجهاز التنفسي كانت (زايدة حبتين!!) نهار اليوم ذاك..
* ورغم إنه كان يحاول مغالبة آلامه – بدماثته المعهودة – إلا إننا رأينا أن نستأذن سريعاً ناصحين إياه بالخلود إلى الراحة..
* وكعادته في وداع ضيوفه إلى خارج المبنى فقد صحبنا إلى حيث تقف السيارة بجوار مكتب الإستقبال.
* ولما كنا نعلم أن سيارتنا تلك (صاحبة مزاجات!!) فقد توسلنا للسفير كيما يعود إلى الداخل قبل أن نحاول إدارة محركها فـ (تعمل حركاتها!!)..
* وبإصرار غريب (حلف) السفير – (رأسه وألف سيف) – ألا (يدخل) إلا بعد أن (نخرج) نحن..
* ثم كان (جزاء!!) عناده هذا أن اضطر إلى أن (يزقّ) العربية مع (الزاقّين) بعد أن استنفر بعض أفراد السفارة المصاحبين له قائلاً بأدب: (إيدكم معانا لو سمحتم، زآة بسيطة)..
* ولكنها لم تكن بسيطة – (الزقّة) – للأسف؛ سواء بالنسبة للسيارة أو له هو شخصياً..
* وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي إتصل بي من يقول بأسى: (رمضان الشريف، تعيش إنت!!)..
* أي أننا (قد) نكون تسببنا – بفعل غير مباشر – في وفاة أعظم سفراء مصر بالسودان مع كامل إيماننا بمسلّمة أن (الأعمار بيد الله)..
* بقى أن أشير – بما أن الأمر أضحى من (الماضي) – إلى (حادثة!!) كانت من بين الذي (دردشنا) فيه من حادثات..
* فقبل لقائنا (الأخير) هذا مع سعادة السفير كانت بعض صحف الخرطوم قد أبرزت خبراً يتحدث عن تعرض نفر من أفراد السفارة المصرية إلى (إعتداء غاشم من قٍبَل مجهولين!!)..
* والعلاقات بين البلدين – من باب التذكير – كانت حينها (مش ولا بد!!)..
* ثم أبرزت صحف القاهرة – من بعد ذلك – خبراً فحواه أن بعض منسوبي السفارة السودانية قد تعرضوا إلى (إعتداء غاشم من قِبَل مجهولين!!)..
* وضحك رمضان الشريف وهو يشير إلى الخبر هذا قائلاً: (إحنا عندنا في مصر بلطجية برضو!!)..
* أي أن في البلدين (بلطجية) يمكن أن يعتدوا على (أي أحد!!) في الشارع قبل أن تطالهم يد القانون..
* وبما أن قضية حلايب هي من تداعيات (ذياك الزمان!!) فإننا نتمنى أن تطالها يد (التفاهم!!) وليس (القانون)..
* ولا حتى (القانون الدولي!!) كي لا يعاتبنا (النيل!!) قائلةً أمواجه: (عيب كده)..
*فقط علينا أن (نزقّ) سويا !!!!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصحافة