صلاح الدين عووضة

هرولة سمية !!!


*سمية كانت تحتفظ بالمعدات الطبية لليوم الأسود..

*واليوم الأسود هو مثل أن يضرب الأطباء فيصبح تهديداً سياسياً..

*وكأن إنقاذ (الإنقاذ) أهم عندها من إنقاذ المرضى..

*فهنالك مرضى كانوا في أمس الحاجة لهذه الأجهزة ولم يجدوها..

*ولم يجدها الأطباء كذلك لعمل اللازم تجاههم..

*ولم تجدها وزارة صحة ولاية الخرطوم أيضاً لإسعاف الموقف..

*فكانت النتيجة أن مات مرضى لعدم إسعافهم..

*وتعرض أطباء للضرب بمظنة تقصيرهم في أداء واجبهم الإنساني..

*فكان من الطبيعي أن يعلنوا إضراباً (مشروعاً)..

*وهنا استشعرت الحكومة الخطر فعملت على تحريك وزارة الصحة الاتحادية..

*واستشعرت الوزارة الخطر فعملت على تحريك سمية..

*واستشعرت وزيرة الدولة الخطر فعملت على تحريك الأجهزة بليل..

*فأن يموت أناس جراء نقص الأجهزة (ما مشكلة)..

*وأن يتعرض أطباء لاعتداءات بسبب هذا النقص (ما مشكلة برضو)..

*ولكن أن تتعرض (الكراسي) للخطر فهذه مشكلة كبيرة..

*رغم أن الأطباء- كما وضح بعد ذلك – لم تكن لهم أجندة سياسية..

*ولم تفلح كل محاولات المعارضة لامتطاء ظهورهم..

*ولم تحد مطالبهم عن توفير الأجهزة وتحسين الأوضاع ووقف التعدي..

*فلماذا لم تلتفت الدولة إلى الأطباء إلا بعد أن أضربوا؟..

*لماذا لم يحرك فيها ساكناً تعرضهم لضرب متواصل من تلقاء نظاميين؟..

*ولماذا لم تتأثر لوفاة مواطنين بسبب نقص الأجهزة؟..

*لا إجابة منطقية عن هذه الأسئلة سوى أن الحكومة فاقدة للشعور..

*فهي لا تحس ولا تشعر ولا تهتم سوى بنفسها..

*وأي اهتمام تبديه نحو الآخرين – عند الضرورة- هو محض تمثيل..

*وكمثال على ذلك هرولة بعض المسؤولين تجاه المشافي..

*وتظهرهم الكاميرات وهم يتظاهرون بالاستماع إلى شكاوى المرضى..

*وهم يتحدثون مع نفر من الأطباء باهتمام مصطنع..

*وهم يؤكدون للإعلام حرص الدولة على صحة المواطن بعبارات جوفاء..

*وتهرول سمية يميناً وشمالاً لتوزع الأجهزة الطبية..

*ولا تخبرنا أين كانت مخبأة طوال فترة مأساة (المرضى والأطباء)..

*فمن المؤكد أنها لم تُستورد بين عشية وضحاها..

*وأن من كان يعلم مكانها هي وزيرة الدولة بوزارة الصحة الاتحادية..

*وانها لم تكن تعاني عطباً بدليل أنها اشتغلت (طوالي)..

*وعندما أضرب الأطباء تذكرت سمية أكد الأجهزة المكدسة فهرولت..

*فالإضراب قد يأخذ منحى سياسياً يهدد الكراسي..

*ومن هذه الكراسي (الحلوة) كرسيها هي ذاتها..

*وبدلاً من أن تُساءل عن هذا التقصير تجد ثناءً من بعض الزملاء..

*والذي يستحق الثناء إنما هو (اليوم الأسود!!!).

الصيحة