صلاح حبيب

“نافع” ومنصب رئيس الوزراء!!


هل نسف الدكتور “نافع علي نافع” القيادي بالمؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية السابق موضوع الحوار الوطني قبل أن يتسلم السيد الرئيس التوصيات التي جاء من ضمنها توصية استحداث منصب رئيس الوزراء.
الدكتور “نافع” قال في حوار مع (المجهر) أمس : إن منصب رئيس الوزراء لن يكون لأي حزب إلا للمؤتمر الوطني، فلا “الصادق المهدي” ولا غيره سيحظى بهذا المنصب، فالمنصب حق للمؤتمر الوطني باعتباره الحائز على انتخابات 2015م، ولكن يا سعادة الدكتور “نافع” لقد فتح المؤتمر الوطني الباب واسعاً لمناقشة قضايا الوطن، وجلس الجميع لما يقارب العام ونصف في حوار مفتوح تم التوصل إلى العديد من التوصيات الآن تساهم في حل القضايا المختلفة بما فيها الهوية والاقتصاد وغيرها من القضايا التي تريد الجلوس والحديث بنفس هادئ بدلاً من لغة التنفير.
إن منصب رئيس الوزراء لا يقل أهمية من المناصب التي منحها المؤتمر الوطني من قبل للسيد “مبارك الفاضل” و”مني أركو مناوي” ومنح المؤتمر الوطني منصب مساعد أول رئيس الجمهورية لـ”محمد الحسن الميرغني” ومنصب مساعد رئيس الجمهورية للواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” والدكتور “جلال الدقير” و”موسى محمد أحمد”، فماذا يفرق لو منح المؤتمر الوطني منصب رئيس الوزراء لغيره من الأحزاب المشاركة أو أي شخصية وطنية أخرى؟، إذا لم ترقب يا دكتور “نافع” أن يفصل المنصب على الإمام “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة والأنصار، ولا أظن أن الإمام “الصادق المهدي” الآن راغب في هذا المنصب الذي حصل عليه بالانتخابات، ولا أظن سيقبل بعد هذا العمر أن يأتي رئيساً للوزراء بالتعيين، أما الأحزاب الأخرى فمن حقها أن تنال المناصب الدستورية طالما أرتضى المؤتمر الوطني مشاركتها، أولاً لماذا فتح باب المشاركة طالما المناصب القيادية العليا فصَّلها على نفسه؟، إن مثل هذه اللغة تنفر أكثر مما تجمع، وإذا كانت لغة أهل المؤتمر الوطني بهذه الطريقة فلا أظن المعارضين سيأتون إلى الداخل وتصبح توصيات الحوار حبر على ورق، ويجب ألا نستهين بالآخرين، فالتنازل مهم من أجل الوطن ومصلحته، سبعة وعشرون عاماً من الحكم كانت كفيلة بوضع السودان في مقدمة الدول ويفترض أن نزيل العقبات التي تؤخرنا أو (الكضاب وصله خشم الباب)، فماذا يعني منصب رئيس وزراء؟ والرئيس فوق الجميع هو الآمر والناهي.
إن الأمة السودانية جمعاء تنتظر اليوم ويوم غدٍ للوصول إلى حل لمشاكلنا، ووقف الحرب وإحلال السلام الدائم، واللغة التي يستخدمها دكتور “نافع” مهما كانت قناعاته ستعيدنا إلى المربع الأول، ونحن نريد أن نخطو خطوتين للأمام وليس للخلف.

المجهر