صلاح الدين عووضة

طيب فطِّروهم !!


*كمل كلامي عن الحوار وفي انتظار العمل..

*أو بحسب لغة الحوار الوطني ، في انتظار المخرجات..

*وقلت إننا نجيد التنظير ، ونكره التنفيذ..

*وكاريكاتور أعجبني البارحة تجسيداً لهذه (الحالة)..

*فرجل يحدق- منحنياً- عبر نافذة في الحائط وآخر يقف خلفه مترقباً..

*وبالداخل غرفة عمليات ولادة (المخرجات)..

*والواقف يسأل زميله بإشفاق ( لسه ما خرجت أي مخرجات؟)..

*فيجيبه هذا قائلاً (ولا أي حاجة خرجت)..

*وفي انتظار (خروج أي حاجة) ما كنت أنوي مواصلة الكتابة عن الحوار..

*ولكني أفعل اليوم لسبب متعلق بـ(خروج) الأطفال..

*فقد تعرض تلاميذ مدارس لحالات إغماء جراء الجوع والعطش والتعب..

*بمعنى أن عقلية الزمن السحيق ما زلنا نعمل بها..

*عقلية (أن يُحشر الناس ضحى) تحت إشراف مقاولي الحشود..

*ويُساقون بعصا (التخويف) كما القطيع من البهائم..

*وكذلك كان يفعل (مقاولو) عهد نميري مع فارق مهم لجهة الصغار..

*فأطفال المدارس كانوا يُسقون ويُطعمون ويُراعون..

*أما الآن- وكما هو واضح- فمهمة المقاول تنتهي بتوصيلهم لمكان الحشد..

*ثم لا يهمه سوى أنهم (يكبِّرون الكوم)..

*لا يهمه إن جاعوا ، أو عطشوا ، أو تعبوا ، أو مرضوا، أو حتى ماتوا..

*وبالفعل كاد بعضهم أن يموت بعد وقوعهم أرضاً..

*فقد غُشي عليهم من شدة الجوع والعطش والنصب و(طول الوقفة)..

*وبعد ذلك يتباهون بأنها حشود مليونية..

*وكأني بالتاريخ يضحك ساخراً من قوم لا يعيشون في ألفيته الثالثة..

*فهم لم يتطوروا سياسياً قيد أنملة..

*وما زالوا في محطات تحرك قطاره منها قبل سنوات..

*وما زالوا يقيسون الشرعية بعدد (الرؤوس) في الأمتار المربعة..

*وما زالوا يُقيمون الكلام بـ(الكم)..

*و(كم) الكلام الذي ردمته لجان الحوار فوق بعضه يغطي ساحة الاحتفال..

*ولكن عند محك المخرجات لا (يخرج) شيء..

*أو كما قال الرجل في الكاريكاتور (لسه ما خرجت أي حاجة)..

*وبدلاً من خروج المخرجات أُخرج الناس..

*ومن بين الذين أُخرجوا- قسراً- أطفال مدارس لا يفهمون معنى مخرجات..

*كل الذي فهموه أن أرواحهم كادت (تخرج)..

*فيا مقاولي الحشود: من الآن فصاعداً نرجوكم أن تدعوا الصغار في حالهم..

*وتخلوا عن ثقافة- وثقالة – (تكبير الكوم) بهم..

*فإن كان لابد، فعلى الأقل فطروهم كيلا يُغمى عليهم..

*من قروش (المقاولة !!!).

الصيحة