صلاح حبيب

“كمال حامد” نصف قرن بين القلم والمايكروفون!!


أهداني الأستاذ الإعلامي الكبير “كمال حامد” سِفره الذي أصدره بعنوان “كمال حامد نصف قرن بين القلم والمايكروفون. عرفت الأستاذ “كمال حامد” بالصدفة بدار صحيفة (الأيام) 1984م، عندما جاء في إحدى زياراته من المملكة العربية السعودية للسودان وزار وقتها الصحيفة التي كنت حديث عهد بالعمل بها في معية الأستاذ “أسامة سيد عبد العزيز” الذي عملت معه في بداية عملي بالصحيفة تحت رئاسته بقسم التحقيقات ولا زلت أذكر تلك المقابلة على باب القسم، وعلمت أن الأستاذ “كمال” كان جواداً وكريماً، ولاحظت ذلك ونحن نقف ثلاثتنا أنا و”أسامة” وشخصه، ولفت نظري لوجوده مع الأستاذ “أسامة”، لم التقه مرة أخرى إلا بعد فترة من الزمن عندما كان مراسلاً لصحيفة (الحياة) أو (الشرق الأوسط) بمكتبه بالخرطوم، وطلب مني التعاون معه في الحوارات السياسية التي كنت أجريها.
لقد أطلعت سريعاً على الكتاب وهو توثيق لمواد صحيفة نشرها في وقت سابق، ولكن عظمة الكتاب تكمن في الشخصيات التي قدمت له، فكتب البروفيسور “علي شمو” وهو من فطاحلة الصحافة والكلمة في الإعلام السوداني، تحدث عن بدايات الأستاذ “كمال” وعلاقته بالتلفزيون، ثم تقديم من الشيخ الزاهد الورع مولانا “صادق عبد الله عبد الماجد” تحدث عن الخبطات الصحفية التي حصل عليها الأستاذ “كمال” وهو مراسل لجريدة (الميثاق) في العام 1967م، وهذه شهادة وقلادة في صدر وعلى جبين الأستاذ “كمال”، لأن رقمين في مجال الصحافة البروفيسور “شمو” ومولانا “صادق” يقدمان لكتابة هذه مفخرة كبيرة له.. أما الكتاب فقد حوى العديد من المقالات الرائعة التي كتبها خلال مسيرته الصحفية أو خلال الخمسين عاماً، وهو في بلاط صاحبة الجلالة.
أهم ما لفت نظري التغطية الصحفية التي أشار إليها عند محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق “محمد حسني مبارك” بأديس أبابا، وهو يأتي للقمة الأفريقية فما كتبه “كمال” شهادة مراقب وحاضر لذلك الحدث الكبير الذي لم تفك طلاسمه حتى الآن، ومن هم الجناة الحقيقيين في العملية.
الأستاذ “كمال” كما وثق لبعض الشخصيات في كتابه لم ينس مدينة عطبرة بكل ما فيها أم المدائن، وعطبرة الثانوية التي ضمته حجرات دراستها مع بعض الزملاء الذين كانوا أوائل الشهادة السودانية، مثل الراحل “محمود شريف” وغيره من طلبة عطبرة المميزين، وتحدث عن التدريس ودخوله إلى عالمه، ولم ينس صلاته وعلاقته بالمايكروفون وعمله بـ(BBC) والإعلاميين السودانيين الذين التحقوا بها من “محمد خير البدوي” و”أيوب صديق” و”إسماعيل طه” وحتى “حليمة عبد الرحمن”.
الأستاذ “كمال” صحفي رياضي مطبوع، وكما قال البروفيسور “علي شمو” لم يخف انتمائه لنادي المريخ، إضافة إلى علاقاته المميزة مع الأخوة في نادي الهلال. الكتاب جدير بالإطلاع والقراءة والاحتفاظ به، لأن ما سطره الأستاذ “كمال” خلال خمسين عاماً، معظمه مدوَّن داخل هذا الكتاب.. متعك الله الأستاذ “كمال” بالصحة والعافية ونفع الله بما سطرته الأجيال القادمة.

المجهر