مؤشر القوة الشرائية يبدو أقل من السابق معرض الخرطوم الدولي للكتاب.. ارتفاع الدولار يُفسد متعة القراءة
ناشرون: الجهات المنظمة أفلحت في تهيئة أجواء ومطلوبات العرض ولكن..
عبد الله علي إبراهيم: مصادرة الكتب نكسة على الناشر ولطمة في وجه المعرض
“المنسي” حاضر في بورصة السؤال و”عرس الزين” لا يزال يضج بالزوار
عبد الغني كرم الله: سعيد بحكي الكاتبة السودانية و”جناح الفراشة” أثلج صدري
ثلاثمائة دار نشر لبلاد تستهلك ألفاً ومائتين وخمسين طناً من الكتب من سبع دول عربية تتمثل في (الكويت)، (الإمارات)، (الأردن)، (جنوب السودان) و(سوريا) التي تعد صاحبة نصيب الأسد في دور العرض وذات ملمح واضح للدورة الثانية عشرة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب والذي يحمل على عاتقه تدشين ثلاثين كتاباً للمبدعين السودانيين إضافة إلى تكريم عدد من المبدعين على رأسهم الأديب الراحل جمال محمد أحمد وروح الموسيقار إسماعيل عبدالمعين و ثريا نوري وزينب بليل والشيخ علي بيتاي وأسرة محمد صالح زيادة وإبراهيم العوام وعبدالله الشيخ البشير والموسيقار عمر عبده وآخرين.
معرض الخرطوم الذي يستمر في الفترة من من الثامن عشر من شهر أكتوبر وحتى الثامن والعشرين منه يحمل بين ثناياه أكبر تظاهرة ثقافية لعدد من الندوات بـ(المقهى الصباحي) ونخبة من المتحدثين بأسماء لموضوعات هامة في الساحة الفكرية والأدبية السودانية كـ( البعد الأفريقي في الرواية العالمية)، (دور التراث في صياغة الوجدان السوداني) (إستراتيجية ثقافية للطفل) (خصائص الأدب الصوفي) والتشكيل والسلم الاجتماعي) والموضوعات المختلفة الأخرى إضافة إلى المسرح المسائي الذي يشمل عدد من الفرق الغنائية والتراثية والمدائح النبوية والفنانين كـ(حمد الريح، سيف الجامعة، أبوبكر سيد احمد، مصطفى السني) وآخرين وفيلم وثائقي عن سنار.
من زوايا المعرض
ورغم ما سمعنا من خلال الاستطلاع بأن الأسعار عالية ولا تناسب الجمهور وزائقته القرائية العالية إلا أننا لم نكن نتوقع أن سعر الكتاب قد تعدى نصف مليون جنيه (بالقديم) الشئ الذي نجعلنا نشرع العديد من الأسئلة خلاف ذلك فربما نجد على باحة المعرض مايفوق التوقعات المطروحة على شاكلة هل هذه الكتب سترضي نهم القارئ السوداني الذي يطمح لكتب مختلفة ترضي زائقته القرائية لاسيما وأن الدولة تمر بمرحلة وفاق وطني يجعلها بمنأى عن أي تضادات فكرية داخلية وهل ماهو معروض يناسب القارئ السوداني؟ ومدى قابلية دور النشر الخارجية لعقد صفقات والكتاب السودانيين باعتبار أن المعارض تعد محفلاً للتبادل الثقافي؟ وماهي الأقلام التي برزت على معرض هذا العام؟؟ وهل ستلاحق المعرض لعنة المصادرة مرة أخرى أم لا؟
أولاً تحدث إلينا احد الزوار الذي رفض ذكر أسمه قائلا: لقد تأكدت من أبعاد بعض الكتب لكني فوجئت باستبعاد كتاب (الحب في زمن الكويرا) لغبريال غارسيا ماركيز ذلك الكتاب الذي حقق أعلى مبيعات على مستوى العالم .. مؤكداً بأن هذا الكتاب تحديداً قد قرأه بالكاد كل الشعب السوداني الشئ الذي يطرح تساؤلاً واضحاً ماهو السبب الذي جعله يبعد عن الأنظار في معرض هذا العام.
فيما نفى أحد المتعاملين بأن عملية المصادرة والإيقاف لن تتم بالمرة لأن الأمر يؤثر على الفعالية خصوصاً المصادرة النهائية فحتى وإن تم إبعاد أي من الكتب فسيتم إعادتها فور انتهاء الفعالية وذلك لما يلحقه هذا الأمر من خسائر مادية فادحة على الناشر، مضيفين بأن المصادرة التامة قد توقفت منذ سبع سنوات تقريباً ولكن الكتب التي تمت مصادرتها العام الماضي تمت أعادتها فور إنتهاء المعرض بينما أجمع آخرون على أن أسعار الكتب تتراوح بين خمسمائة جنيه إلى عشرة جنيهات ومتوسط الأسعار عند دور النشر المصرية والسورية تتراوح ما بين المائة إلى مائتي جنيه سوداني أما في دور العرض السودانية فغالباً الأسعار لا تفوق المائة جنيه ولا تقل عن خمسين جنيهاً سودانياً.
فيما أشار أحد المهتمين لأن هناك كتباً قد تفوق الخمسمائة الف في دور العرض الرصينة ولكنها تباع عند آخرين بأقل من مائتي جنيه الشئ الذي يشكك في كونها مزورة أم أصلية؟ وعلى سبيل المثال كتاب (الغصن الذهبي) لـ(جيمس فريزر) الذي يتعدى سعره النصف مليون بالقديم وفي مكتبات أخرى يباع بمائة وخمسين جنيهاً، مما جعلنا نشكك في هذه العملية التي تعد غير أخلاقية بالمرة رغم أنها تتفق وظروف القارئ المادية لكنها تعود على الناشر الحصري أو المؤلف بخسارة فادحة لا سيما وانها يتعامل فيها حسب حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وقد أضاف قائلاً بأن الكتاب المزور عادة ماتكون طباعته سيئة للغاية وبه مشاكل في ترتيب الأوراق وحتى على مستوى القطع ومن علاماته أيضاً أن الورق المستخدم في طباعته رخيص جداً.
أكد أحمد نورين، المحامي، أن المعرض يحوي العديد من العناوين ذات الأبعاد والمدلولات الكبيرة والتي كان يمكن أن تصادر لكن المدرك للأمر يرى أن هناك اانفتاحاً واضحاً قد بدأت تشهده الدور الثقافية بينما قال أحد (محمد الطيب الزبير – أستاذ جامعي) أن المعرض به العديد من الكتب النوعية الجيدة لكني أعيب عليه الخدمات المصاحبة للمعرض من ماكولات ومشروبات غالية جداً فأرخص سندوتش تبلغ قيمته 8 جنيهات ويعد تلاميذ مدارس الأساس والثانوي وطلاب الجامعات من أكثر المتضررين لا سيما وأنهم يمثلون أغلب الرواد وعلق مضيفاً بأن سبع دور نشر قد لا تمكن من منحه صفة الدولية. وعاد قائلاً: “لكن بالمقابل هناك دور نشر محترمة جداً قد تجعل العملية متوازنة ثم علق في ختام حديثه بأن الجانب السلفي كان واضحاً من خلال الكتب المعروضة”.
أحباب الله
على الفناء الخارجي للمعرض أثار انتباهنا الحضور اللافت لطلاب وطالبات مرحلة الأساس فاستطلعنا بعض منهم وتحدثت إلينا الأستاذة ثريا من جمعية اللغة الانجليزية بمدرسة أم معبد – بالرياض بأنهم وجدوا اهتماماً عالياً جداً بالطالبات من قبل دور العرض وقد تم احتفاء خاص في شكل أسئلة قصيرة مقابل كتب للمتنافسات من الصف الخامس إلى الثامن أساس، وقد قالت الطالبة تقوى تاج الدين بأنها كانت حريصة على شراء سلسلة “قصص الأنبياء” و”أسرار النجاح” إضافة إلى شرائها كتاب “نكتة ونكتة”. أما الطالبة أمل عبد السلام بالصف الخامس فقالت إنها قد أقتنت “قصة سيدنا موسى عليه السلام” و”لعبة التركيب التعليمية” بينما أضافت الطالبة الزينة عصام عن سعادتها الفائقة بهذا المعرض وأنها ستعود المرة القادمة بصحبة أسرتها.
مكتبة مدبولي
ومن دار مدبولي المصرية للنشر – أجابنا محمد مدبولي بأن ضعف القوة الشرائية قد يعود إلى قلة الدعاية أو الوضع الاقتصادي المتدني الذي أثر على القارئ. وأشاد محمد بتنظيم وزارة الثقافة للفعالية وذلك من خلال التسهيلات وحفظ حقوق الناشرين، وقد بين مدبولي أن الأسعار تتراوح فيما بـ(600 -20) جنيهاً سودانياً وتعد الروايات هي أكثر الكتب مبيعاً. بينما أشاد مضوي حسن محجوب بالجهود التي بذلت من قبل صندوق رعاية المبدعين بوزارة الثقافة والإعلام بولاية القضارف حتى يتم نشر العديد من الكتب والمشاركة في هذا المحفل وظهور عدد من الإصدارات الجديدة كـ(كتاب تاريخ القضارف) ، (سنين الضياع)، (قضارف الخير والجمال)، (الطريق إلى قلع النحل) و(قناديل القضارف).
وفي جناح دولة جنوب السودان تحدث إلينا منسق وزارة الثقافة بدولة الجنوب عادل آدم الذي أشار إلى المعاملة الجيدة التي وجدوها من وزارة الثقافة بجمهورية السودان مضيفاً إلى الاهتمام الواضح بالكتابة الجنوبية فكل أطياف المجتمع السوداني قد أتت إلى الجناح وتعد الكتب السياسية هي الأكثر طلباً ومبيعاً خصوصا لـ(فرانسيس دينق) و (جون قاي)، (أبيل الير) وكتب د. منصور خالد وقصص (أستيلا قايتانو) على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن الدورة الأولى كانت الاستضافة تشريفية وتلتها الدورتان الأخيرتان اللتان صارتا في مصاف التعامل العقدي.
وقال رضا عوض عن دار “رؤية” بالقاهرة إن هناك تطوراً ملحوظاً مقارنة بالدورات السابقة فقد كانت القوة الشرائية ضعيفة جداً لا سيما وأن هذا الأمر لديه علاقة واضحة بعقلية وثقافة المواطن السوداني مقارنة بالوضع الاقتصادي خصوصاً وأن هناك دور نشر لديها مشروع ثقافي حقيقي ونتمنى العمل من أجل جذب دور النشر الكبري التي تمتلك مشاريعاً جداً لأن بالثقافة نستطيع تجاوز مشاكل كثيرة ونحن في دار رؤية نرى كيف يفكر العقل السوداني ودار الرؤية لأن المحفل الثقافي السوداني جيد جداً وهناك جيل جديد هو حصان هذا المعرض الذي يأتي من أجل شراء أكبر عدد من الكتب على الرغم من أرتفاع أسعار الدولار التي أثرت تأثيراً كبيراً في أسعار الكتاب.
وهناك التقت (الصيحة) بالبروفسير/ عبد الله علي أبراهيم الذي قال: “إن معرض الكتاب يعتبر بمثابة عرس الكتاب العربي السوداني والعالمي وسعيدين أن تزدان الخرطوم كل عام بهذا المحفل الثقافي الضخم ولكن اتمنى بالمقابل أن تتنزل هذه الكتب على مستوى حواراتنا وفي مجادلاتنا وتطبيقها على أرض الواقع وأقترح بأن يتم دعم للكتاب داخل المعرض وأن يتم الاشتراط على الناشرين دعم المكتبات المدرسية وأن تشرع الدولة في عمل مجلات لعرض كل الكتب والإصدارات الحديثة لأن القراء صاروا في دول شتات ويصبح من الصعوبة بمكان توحيد المطالعات والإلمام بها جميعها طالما أن الناس تكتب في شؤون حساسة ومفيدة وهذا لا يتم إلا بأن يتوفر كتاب لهذه المهمة”. وعن رأيه كـكاتب ومفكر عن ما يجابه المعارض من رقابة لا سيما وأن وزير الثقافة صرح بأنه لا مصادرة للكتب إلا عبر موافقته وأن هناك الكثير من الكتب التي ينتظرها المثقف السوداني قد لا توجد بالمعرض فأجابنا قائلاً: “قد سمعنا بالتعهد بما يتعلق بحرية التعبير والسيد رئيس الجمهورية نفسه قد تعهد بحرية التعبير وإذا حدث ستكون لطمة على هذا المحفل العظيم وفي رأيي أنه ليس هناك كتاب خطير على القارئ وحتى إذا كان هناك كتاب خطير يجب أن يتعلم الناس كيفية التعامل مع خطورته وليس مصادرته خصوصاً في ظل هذا الانفتاح فالمصادرة هذه تعد نكسة على الناشر الذي لا تسوى جميع إصداراته مقابل كتاب صودر من ضمن إنتاجه ويبقى التساؤل كيف يمكن لنا أن نصادر كتاباً تحت ظل السموات المفتوحة؟ وكيف يمكن أن تصادر كتاباً قد يجده القارئ؟ لا سيما وأن الثقافة تحرر ولا تكبل”.
وأشار الناقد والقاص عبد الغني كرم الله إلى أن المعرض عموماً جيد وبه إشراقات نيرة وقال: “إن أكثر ما لفت نظري هي كتب “نغوغو واثنغو” والذي قرأت له كتاب “تويجات الدم” الذي أشعل فينا حس التمرد أيام الجامعة”. وعبر عن سعادته الفائقة بسماعه لحكي الفتاة السودانية وذلك من خلال بعض الكتب التي انتبه إليها وأثلجت صدره ككتاب (جناح الفراشة) للكاتبة ولاء مراد وهي تقول: “كل حياة بدأت بقطرة كم كانت ستتغير حياتنا لو أننا نملك خيار النهاية؟ والعديد من الأسئلة التي تغوص عميقاً في الأنثى وتجعلنا نستشف دواخلها”.
(أما جناح جامعة دمشق – دار الملايين) فقد أفادتنا بأن “هذه أول مشاركة للدار وتعد ناجحة حتى الآن لأننا نخاطب دولة مثقفة بشكل واضح وأكثر الكتب مبيعاً بهذا الجناح الكتب الأدبية والمراجع القانونية والطبية باللغة العربية”.
بينما قال (نزار الحمدي – سوريا – دار نينوي) أيضاً بأن “هذه أول مشاركة لنا بالمعرض والقوة الشرائية والشعب السوداني مثقف جداً وهذا هو السبب الذي أتى بنا خصوصاً وأني أشعر بأنني في بلدي الثاني وقد قدمت لنا تسهيلات عالية وأغلب السوريين قد قدمت لهم الأجنحة مجاناً” بيما أشار إلى أن أكثر الكتب مبيعاً هي (كتب التصوف) لجلال الدين الرومي وايضاً كتب (ادوارد سعيد) و (عزيز نسيم).
ازدياد كبير في المؤلفات السودانية
أما بروفسير/ قاسم عثمان نور، أستاذ علوم المكتبات بالجامعات السودانية ومدير ومؤسس مركز قاسم لعلوم المكتبات فقد أفصح قائلاً: “إن كمية المؤلفات التي تمت طباعتها في هذين العامين كبيرة جداً مقارنة بكل السنوات الماضية والتي قاربت ثلاثمائة كتاب في الفترة من 2015- 2016 صدر سيل من الكتب السودانية من كتب تاريخية ودينية واجتماعية بينما تصدرتهم الرواية بصورة كبيرة جداً وهناك مجموعة من المؤلفات التي طبعت بالقاهرة لكن رغم الظروف الاقتصادية فإن الشئ المطمئن أن أغلب هذه الكتب قد تمت طباعتها داخل السودان والخرطوم صارت تؤلف بإمتياز رغم ارتفاع أسعار الطباعة ومدخلاتها من الأحبار الورق وأيضاً هناك مشكلة توزيع كبيرة جداً فقد تقلصت المكتبات بدلاً عن 300 مكتبة إلى عدد من المكتبات تعد على أصابع اليد”.
وتأسف (نور) على ضياع “مؤسسة دار التوزيع المركزي” -وهي مؤسسة حكومية كانت تساعد كثيراً في إعانة القارئ- مضيفاَ بأن المثقف السوداني صار يؤلف ويطبع ويوزع الشئ الذي يكلف كثيراً خصوصاً في ظل عدم وجود مكتبات عامة حتى تكون بديلاً لكن يكمن الحل في تأسيس مكتبات عامة في الأحياء.
ومن ناحية أخرى أشار (قاسم) إلى عدم صمود الوسيلة التقنية مقابل الصناعة الورقية التي أثبتت أن ليس هناك بديلاً للكتاب الورقي لدى المثقف الحقيقي وفي ختام حديثه أشاد نور بجمال الأمسية الافتتاحية التي لاقت استحساناً عالياً من جميع الزوار خصوصاً الضيوف من خارج السودان فيما عبر عن بالغ ارتياحه للزيارات المدرسية من قبل طلاب وطالبات مرحلة الاساس وهذا دلالة على نمو الوعي المستقبلي الذي يشعرنا بالطمأنينة تجاه الأجيال المقبلة إضافة إلى كثافة العنصر النسائي ووجوده الواضح في جميع الأجنحة وقد علق ساخراً على طريقة السودانين في الحضور والزيارة في (يوم الوقفة أو القفلة) بينما أضاف قائلاً: “إن أكثر الكتب مبيعاً هي الروايات كرواية “عطر نسائي” إضافة إلى الكتب التاريخية”. فيما شدد على خطورة التصوير أو التزوير والذي بالطبع يؤثر على حقوق الملكية الفكرية، الأمر الذي يعود بالخسارة على الناشر والمؤلف فالكتاب المزور لايكون بأي حال كالأصلي فالعائد سلبي على القارئ والكاتب سيان.
وقد أضاف محمد المغربي من “دار القلم – سوريا” “بأن الإقبال ضعيف جداً حتى الآن مقارنة بالسنوات السابقة فنحن قد سبق لنا العرض منذ 4 سنوات وعلى سبيل المثال في العام الماضي كانت القوة الشرائية ضعيفة لكن في اليوم الأخير بالمعرض عوضت كل الأيام التي تسبقه، لذلك أحتفظ برأيي النهائي حتى اليوم الأخير”. وعندما أستفسرناه هل هناك تخفيض من قبلكم عند اليوم الختامي أجابنا بأن الكتاب ليس بالسلعة التي تنتهي صلاحيتها، والهدف الأساسي هو نشر العلم والملاحظ لمستوى الدخل في السودان ضعيف جداً مقارنة بسوريا برغم ظروفها الحالية وأغلب الدور السورية طبعاتها من بيروت والتي تميزت بالطباعة الجيدة ولديها حق النشر الحصري وجميع حقوق المؤلف التي تمنحها وهذا الشئ يؤثر على سعر الكتاب مقارنة بدور النشر بالدول الأخرى على سبيل المثال إذا كان الكتاب في دور النشر الأخرى يساوي 3 دولارات فإن دور النشر السورية تبيعه بضعف السعر وذلك للأسباب أعلاه من جودة منتج وخلافه إضافة إلى انخفاض الجنيه السوداني مقابل أسعار الدولار، فللكتاب سعره الثابت ولكن الأمر يعود إلى نزول العملة السودانية والوضع المادي غير مساعد”. وختم حديثه متسائلاً: “إن هناك مرجعاً بالف وخمسمائة لـ18 مجلداً يحتاجه طلاب العلم فهل بمقدورهم شراؤه”؟!.
المصورات
أما الأستاذ محمد عمر – جناح المصورات السوداني فقد قال: “إن اكثر الكتب مبيعاً الروايات بشكل عام خصوصاً رواية “العطر” وروايات “إيزابيل الليندي”، و”الأعمال الكاملة” للطيب صالح و”موسم الهجرة إلى الشمال” الذي لم يتوقف السؤال عنه إطلاقاً ولا يزال يتسيد السوق وهناك عدداً من الإصدارات الجديدة كـ(مجلة منشور) وهي تأتي لأول مرة في المعرض وتضم بين دفتيها مجموعة من الأقلام الأدبية المتميزة في السوح الثقافية السودانية وأيضاً من الإصدارات الجديدة لدار المصورات “ماما ميركل” – لعماد البليك (ابوذكرى عبدالرحيم)، (حسن حمد النيل) (كتاب المهدية قراءة في رواية شوق الدرويش عبد الرحمن الغالي) و (سلطنة دارفور بعض مظاهر حضارتها وتطورها) إضافة لتحقيقي لكتاب “السيف والنار” الذي وجدت أنه قد صاحبته الكثير من الأخطاء أثناء عملية الترجمة”.
ذكريات طلبة درسوا الجامعة بمزاج حاضرة بجناح المصورات
ذكريات طلبة درسوا الجامعة بمزاج
وضمن تجوالنا داخل معرض الخرطوم وبجناح دار المصوّرات لفت انتباهنا كتاب “ذكريات طلبة درسوا الجامعة بمزاج.. من قصص السودانيين في مصر”. للقاص والروائي والكاتب الصحفي بالصيحة الزميل عمرو منير دهب.
الخرطوم: آيات مبارك
صحيفة الصيحة