كله من (الهديدة)!!
*جدنا العمدة محمود اشتكى من بطارية سيارته..
*وربما يتوقف البعض عند هذه المقدمة ليسأل (هو جدك كان عمدة؟)..
*وأقول نعم، بل وكان ناظراً يرأس عدداً من عمد المنطقة..
*وجده محمد محمود كان عمدة أيضاً..
*وجدنا الكبير هو الملك بشير الذي سُميت الخندق عليه..
* ثم قد يتفرع عن سؤالهم هذا آخر خلاصته (طيب وإنت كده ليه؟)..
*فيجيء جوابي (آدي ربنا وآدي حكمته)..
*وحديثي هذا ليس من باب التباهي وإنما لتثبيت حق..
*فهنالك من يسعى إلى (شفطنا)- هذه الأيام- حتى من تاريخنا هذا..
*ويسرق الخندق وقلعتها وآثارها و(بشيرها)..
*ونحن لم يعد (حيلتنا) سوى هذا الماضي بعد أن فقدنا الحاضر..
*المهم أن جدنا هذا عانى بشدة مع بطارية عربته..
*فهي ما أن تُشحن اليوم حتى تفرغ غداً..
*وكان سائقه عجب ذا ساق حديد اصطناعية..
*وفي يوم انتبه أحد أصدقاء جدنا- من أعيان البلد- إلى شيء مهم..
*أو على الأقل كان مهماً في نظره هو وقتذاك..
*فصرخ كما أرشميدس (يا أومدة، كله من الهديدة ده)..
*ثم شرح بفرح سر اكتشافه الخطير المتمثل في (شفط) الحديدة للكهرباء..
*وكهرباء بطاريات الناس تُشفط الآن بـ(هدايد) عدة..
*كهرباء الفرح، الصحة، السعادة، الأمل، التفاؤل وراحة البال..
*وأحد أهم أسباب ذلكم كله (شفط) المال من الجيوب..
*وقبل أيام اقترح مسؤول اقتصادي مزيداً من الشفط تحت مسمى (رفع الدعم)..
*فالدولة لم يعد لها من مصدر دخل غير جيوب الناس..
*وأكثر جهة درجت على أن تشفط دونما رحمة هي هيئة الحج والعمرة..
*فـ(هديدتها) لا تتوقف عن شفط الجيوب بأية وسيلة..
*وبالأمس فرضت على الوكالات دفع قيمة (3) آلاف مع التهديد..
*يعني التي لا تدفع قد (يُشفط) منها التصديق..
*والمبلغ هذا قيل إنه خاص بمهرجان الحج والعمرة..
*ولا أدري إن كان إيلا- عاشق المهرجانات- مشاركاً فيه أم فاتته الفرصة..
*وخبرنا هذا هو على ذمة الزميلة (التيار)..
*ولو كان قادة الإنقاذ يقرأون التاريخ لعلموا سبب كره السودانيين للتركية..
*فالتركية السابقة أرهقت المواطنين بـ(هدايد) الشفط..
*حتى إذا قام المهدي يدعو إلى (الثورة) انضم إليه الكثيرون كرهاً في الأتراك..
*والكثيرون يكرهون الإنقاذ الآن للسبب ذاته..
*فـ(الهديد) استنزف كل كهرباء الصبر بدواخلهم طوال (27) عاماً..
*وأصحاب الوكالات سيخرجون في مسيرة احتجاج..
*وربما يخرج بعدهم الذين لم يعد لديهم ما يُشفط سوى أرواحهم..
*وكله من (الهديد!!!).
الصيحة