هدية مردودة!!
*قصة رجلين تداولهما الناس كثيراً في البلدة..
*أما أحدهما فكان يتجنب زقاق جنينة فتحي لما رآه هناك ذات ليلة..
*وأما الثاني فكان يتجنب مناقشة زوجته في أي شيء..
*ورغم ما كان بين الرجلين من صداقة فقد كره كل منهما الآخر..
*والسبب معايرة الثاني للأول جراء خوفه من الزقاق..
*وانتقام الأول لنفسه بمعايرة مضادة على خلفية رعب الثاني من امرأته..
*وفشلت كل محاولات الصلح بين الرجلين..
*ثم زاد الطين بلة افتتاح ديمتري لأول مكتبة بالسوق في تاريخ البلدة..
*وفوجئ الأول بعدوه يهديه كتاباً عنوانه (أهزم الخوف)..
*فما كان منه إلا أن أعاده إليه سريعاً مع عبارة (أنت أحوج إليه مني)..
*والآن قارئ موالٍ اضطرني إلى الاستشهاد بهذه القصة..
*فقد كتب (يبشرني) بتوجه حكومي لدمج صحفنا- قريباً- في ثلاث فقط..
*وكتبت أنا متسائلاً : وما علاقة الحكومة بالصحف؟!..
*فالمستقلة منها ليست أجهزة إعلام (رسمي) تتبع لها مثل التلفزيون القومي..
*وليست هي وكالة السودان للأنباء(سونا) التي تديرها..
*وليست نسخاً من صحيفة (الأنباء) التي صرفت عليها (دم قلبها) وفشلت..
*وليست بعضاً من أمانات حزبها ، المؤتمر الوطني..
*طيب بأي وجه حق تتدخل الحكومة في شأن صحف هي (شركات خاصة)؟..
*اللهم إلا إن كان من حقها دمج بقالات لكثرتها مثلاً..
*أو دمج مصانع للبسكويت هي أكثر من الهم على قلب مواطن هذه الأيام..
*أو دمج مطاعم بين كل اثنين منها مطعم..
*أو دمج فرق الدوري الممتاز التي تكاد تضاهي وزراءنا كثرةً..
*ثم تضاهيهم في (الصرف والبذخ والفشل) أيضاً..
*وإن كان هنالك ما يحتاج إلى الدمج فهو الحكومة نفسها..
*فهي الأكثر وزراء وولاة ومسؤولين ومستشارين في تاريخ العالم كله..
*وكذلك وزاراتنا هي الأكثر عدداً بين كل الدول..
*وأجهزتنا التشريعية العديدة هي الأكثر نواباً منذ عهد برلمان روما..
*ووزراء الدولة فينا لا يستطيع (أجعص) صحفي منا حصر عددهم..
*والفارهات ذات (البيارق) تذكرك بقوم يأجوج ومأجوج..
*ومرتبات مسؤولي حكومتنا تعادل- من كثرتها- ميزانية بوركينا فاسو..
*فما تحتاجه صحافتنا من الحكومة – إذاً- (هدية) أخرى..
*هدية بـ(يدها) تتمثل في رفع تضييقٍ على الصحف يصل حد (الخنق)..
*لا هدية – خارج اختصاصها – تقضي بـ(الدمج)..
*فهي مردودة مع عبارة (أنتِ أحوج إليه منا!!).
صحيفة الصيحة