نحن ندفع ثمن مواقفنا مع مصر

ما حل بالسودان من محن ومن مصائب جله السبب الرئيس فيه ذلك الموقف المتقدم والذى وقفناه مع الشقيقة مصر .. ومع أمتنا العربية .. وكيف شارك جيشنا ورجالنا فى خندق واحد مع المصريين دفاعا عن أمنها وحدودها وزودا عن كرامة العرب .. وكيف فتحنا مطاراتنا غلى قلتها قواعد للطيران الحربى المصرى وحتى معسكرات التدريب .. وكيف استقبلنا عبد الناصر بعد الهزيمة استقبال الأبطال واعدنا له الروح ولمصر والأمة العربية كلها بعد الموات .. ودور المحجوب فى تنقية الأجواء العربية والمصالحة الشهيرة بين الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية والرئيس جمال عبد الناصر … واستضافة القمة العربية وتلك الاءات .. لاءات الخرطوم الشهيرة .. لا صلح .. لا مهادنة .. لا تفاوض ..
كل ذلك جعل العدو الاسرائيلي يضع لنا الف حساب وهو ينظر لما نملك من مساحة شاسعة وعدد مقدر من السكان وتلك الثروات الضخمة والتى تؤهلنا لأن نكون القوى الإقليمية الضاربة الصاعدة فى المنطقة.. وهذا ما اعتبره الصهاينة خطرا داهما على وجودهم .. فكان التخطيط على عدم السماح بذلك واستخدام جميع المعطيات لاستهداف السودان وتحجيمه وتقزيمه وتقسيمه .. فتحالفوا مع إثيوبيا واريتيريا ويوغندا وحركة تحرير جنوب السودان ليشغلوا السودان بالصراعات الداخلية حتى يتم لهم ما يريدون .. وسخروا كل القوى والمنظمات الدولية لمساعدتهم على ذلك .. بحجة التمييز العنصري والدينى وتجارة الرقيق والإبادة والاضطهاد والاغتصاب وما إلى ذلك من التلفيق والذى انطلى على الكثيرين من أبناء الوطن .. وبدأت الرحى تطحن فى أبناء الوطن بين صمت الشقيقة مصر بل ومعاونتها للجنوبيين ظنا منها أن قلقلة السودان يحفظ لها حصتها فى مياه النيل .. ولم يكتفوا بذلك بينما الثور الأبيض يدافع ويقاتل فى الاحراش من أجل أمن السودان ومصر .. قامت الأخيرة باحتلال حلايب .. كطعنة أخرى من الخلف .. لأن السودان وقتها كان مشغولا بتحرير الجنوب ، الأمر الذى لم يسعد المصريين ..
احتلوا حلايب والبوا المنظمات الدولية على السودان ليسقط الجنوب وينفصل الجنوب وقبل التوقيع على التقسيم بأيام يأتى المخلوع مبارك والهالك والقذافي مهنيين ومباركين ..
هذه هي التحية المصرية لكم يا أبناء السودان وهذا هو الفصل الأول فقط من استحقاق مواقغكم مع مصر ومع العرب .. واليهود لن يرضوا بغير تقطيع أوصال السودان وفصل الرأس عن الجسد وسلخ الجلد .. وهذا الكلام قال به ارفع المسؤولين الصهاينة .. السودان أخطر دولة تهدد أمنهم القومى !!! لذلك فصلنا الجنوب وسنفصل دارفور ونقسم ونفتت هذا البلد ونجعله مشغولا بنفسه .. وللأسف هذا ما يحدث الآن ..
وللأسف الشديد نحن نسدد فواتير مواقفنا الخاطئة .. أقول الخاطئة لانها كانت مع من لا يستحق …
المؤسف والمحزن والمبكى لا زال ساستنا يتهافتون على مصر .. على قول إبراهيم عوض :
بريدك والله بريدك … لو سقيتنى السم بى ايدك
سمك شفاي ودواي …. يا طبيب تعال لى مريضك
ودمتم بخير ..

بقلم
أحمد بطران

Exit mobile version