رأي ومقالات

ده السودان ياهو ده السودان ..عزيزة ما جات

ذهبت باكرا مهندما احمل ملف توصيل الكهرباء ووقفت أمام الموظف ، عفوا المهندس .. لا داعى لذكر الأسماء والذى لم أجد عنده أحد .. فنظر فى ملفى والذى وصل آخر خطوة وهي الزيارة للمنزل ولم يبق سوى تحديد التكلفة .. ليقول لى ببرود شديد هذا الملف قديم وعليك بعمل ملف جديد والذهاب للمحلية لاستخراج شهادة خدمات !!! وضعت يدى على راسى فى حيرة ودهشة شديدة ..
قلت له يا مهندس لقد تمت الزيارة ولا أرى أن هناك اي داعى لعمل ملف جديد .. فاقنعنى بأن هذا نظام جديد وان الكمبيوتر لا يقبل أي ملف ليس به شهادة خدمات من المحلية وبعدين انت مصعبا كده مالك هسى لو مشيت عشرة دقايق بس بدوك ليها .. علمت ساعتها أن الأمر أمر جباية بطريقة جديدة للمال ، عاينت كده وسحبت نفسى للخلف وخرجت وقررت اجى بكره بدرى للمحلية ومنها لشركة الكهرباء واخلص من هذه الشغلة والموال الجديد ..
الساعة الثامنة والنصف تماما انا فى المحلية لم أجد سوى عامل النظافة وست الشاهى .. جلست على كنبة عتيقة انتظر .. أول موظفة وصلت تسعة ونص .. سألتها عن المسئول عن شهادة الخدمات .. قالت لي : عزيزة ،، ويا عزيزة فى انتظار عينيك انا كملت الصبر كلو .. وكلما تجى بنت شايلة شنطة ولابسة توب ابيض ابتسم وأقول ياها دى .. لحدى الساعة واحدة ظهرا وانا فى الانتظار الممل .. وقمت دخلت المكتب وقلت لى البنات : معقوله البحصل ده ؟ عزيزة دى تطلع شنو يعنى .. انتن كلكن ما فيكن واحده تقدر تعمل لي شهادة خدمات ؟؟؟ ردت علي واحدة بى هدوء : والله كلنا نقدر ، لكن عزيزة معاها الختم .. قلت لها : ما شاء الله تبارك الله .. ختم الدولة الآن فى شنطة عزيزة وصفقت بكلتا يدي وخرجت ابحث عن نفس نقى غير ملوث بهواء وفساد المحليات .. وبعد طول انتظار وبعد أن امتلأت المحلية بالمراجعين وهي تقول هل من مزيد ، جات عزيزة ، وصلت السيدة المبجلة وسالتها انتى عزيزة؟ فاجابتنى بثقة : نعم أنا عزيزة .. فقلت أشهد أن لا إله إلا الله … فاكملت وأن محمدا رسول الله .. فنهضت من مقعدى وتبعتها إلى داخل المكتب ودفعت لها بطلبى والذى نظرت فيه دون أن تكمل القراءة وقالت : والله يا جماعة انا طلعت مشوار وهسى جيت المحلية طوالى ما غشيت البيت والختم فى الشنطة هناك .. بس شوية واطلع اجيبو وارجع .. لكن يا استاذ لو حيت بكره يكون احسن .. تشهدت وتنهدت وخرجت اصور فى مبانى المحلية عشان اكتب حاجة عن هذا الهوان معتقدا هذه هي العقبة الوحيدة والتى سوف تواجهنى فى الطريق إلى لمبة النور .. ولكن القادم أعظم .. والورقة التى قالوا لى بدوك ليها فى عشرة دقايق .. استلمتها فى تلاتة يوم ؟؟؟ وبعد أن دفعت الكثير من المال وانفقت العزيز من الزمن .
وشلت الورقة وانا أشعر بالاسى والحزن على موات الخدمة المدنية وصيوان عزاء الضمائر الحية والتى انتقلت إلى جوار ربها ودفنت فى مقابر غير المسلمين . ولا حولة ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .. وإلى اللقاء فى شركة الكهرباء .. ودمتم بخير .

بقلم
أحمد بطران

‫7 تعليقات

  1. يا اخوى البلد اصبحت خرابة وماشة بالدفرة والخدمة المدنية انتهت فى السودان والفساد طغى على الحياة ولا امل لاصلاح بتاتا وهذه هى معضلة الوطن ودى المحليات وشغل كله رشوة وانت واجهت البسيطة ولسع التدهور جاى والله المستعان فى حق المواطن والخدامتات قال شفافية؟؟؟؟

  2. هو الفساد بعينه واجهت مشكلة شبيهة لهذه ولكن كانت في تكلفة توصيل الكهرباء نفسها حيث قدرها المهندس المبجل بمبلغ 29 مليون بالقديم حيث أضاف عمود وما عارف ايه منجه انا لم افهم ماذا كان يقصد سحبت ملفي وعدت بعد سنتين فوجدت مهندسة في هذه المرة مهندسة فكانت التكلفة 9 مليون وستمائة بالقديم. لاحظ الفرق الخيالي وبالأقساط المريحة.
    علما بان المنطقة قديمة ولا تحتاج أعمدة او غيره فقط التوصيل .

  3. . قلت المهندس ورفضت ان تذكر اسمه وقلت لا داعي اذكر الاسماء بينما ذكرت اسم موظفة المحلية عزيزه ؟؟؟؟؟؟؟