المستثمرون الأجانب

لفت نظرى انتشار مصانع البلوك والطوب الحرارى على طول الشوارع الرئيسية للعاصمة الخرطوم .. والمفارقة المحزنة أن أصحاب هذه المصانع تقريبا جميعا أجانب وأكثرهم أتراك .. ويتراوح عددهم فى المصنع من اثنين إلى ثلاثة الذين يقومون بالإدارة وتشغيل أكثر من خمسين شخص سودانى كعمالة رخيصة تأخذ القليل بل والفتات مقابل هذه الأعمال الشاقة .. وهم يقبضون الملايين يوميا ويحولونها بالدولار لبلادهم … بالله عليكم دا أسمو استثمار .. زايدا أضرار البيئة والغبار والتلوث والازعاج الذى تسببه أصوات الماكينات والتى تعمل ليلا ونهارا دون مراعاة لصحة أو راحة المواطن ..

والسؤال المحير الطوب الأحمر مالو … ما احسن وأفضل من البلوك ولا يحتاج لمدخلات إنتاج .. طمى من النيل وزبالة من فضلات ابقارنا .. وعمالة وطنية مية المية .. وبذلك نوفر هذه الدولارات والتى نحن أحوج ما نكون لها .. وإذا كان لا بد من البلوك لماذا لا نقصر هذه الصناعة على أولاد البلد ونقلها بعيدا من التجمعات السكانية ..

وحاجة تانية تحولت أغلب المطاعم والمخابز فى العاصمة إلى استثمار اجنبى .. سوريين .. أتراك .. احباش .. ونحن نايمين فى بيوتنا عطالة .. والواحد يقول ليك انا ما لاقى شغل .. البقالات .. الركشات .. المحلات التجارية ..البصات .. الشاحنات …
اصحوا يا ناس هوووى قبل نصبح اغراب فى بلدنا ..

أي بلد فى العالم فيهو ضوابط للمقيم والاجنبى .. إلا بلدنا ده الفيهو الاجنبى ممكن يطبزك فى عينك وما تلقى معاهو حق .. مش معقول ملايين من الأجانب فى العاصمة الخرطوم وحدها يشاركوننا فى مواردنا الشحيحة والتى نحن أشد حاجة لها للتعليم والصحة والكهرباء والمواصلات وغيرها من الخدمات ..

آخر كلمة اقولا : السودان ما فقير .. ولكن الفقر الذى نعيشه سببه عدم النظام والتنظيم والتخطيط السليم والفوضى
والعشوائية وعدم اتخاذ القرار الصحيح والسليم فى الوقت الصحيح .. والمحاباة لبعض دول الجوار واغماض العيون على حساب الوطن والمواطن ..

ما يحز فى نفسى .. أولادنا كلهم حارسين السفارات طمعا فى الهجرة والهروب من جحيم العطالة .. وعشرات الآلاف تتدفق من كل حدب وصوب على أرض الوطن بحثا عن الرزق والاستقرار ومزاحمة ومنافسة أولاد البلد فى ارزاقهم .

بقلم
احمد بطران

Exit mobile version