صدقناكم ولكن !!
*قالت الشرطة إن حادثة عفراء ليست انتحاراً..
*هو لص موبايلات كان يلاحقه شرطيون فوقع من أعلى النفق..
*وفور وقوعه صادفته سيارة مسرعة فدهسته..
*وأن هذه الملاحقة تمت بتنسيق بين شرطة ولايتي الخرطوم والجزيرة..
*ونحن نقول للشرطة أن بيانكم هذا على العين والرأس..
*فهو قد وضَّح لنا ما التبس على كثيرين (سرحوا) به في مواقع التواصل..
*فلا هو كان في تظاهرات محيط عفراء المسائية..
*ولا هو انتحر أسوة بالثلاثة الذين فعلوها جراء تداعيات الانهيار الاقتصادي..
*ولا هو كان في رأسه الذي (تدشدش) أي أجندة سياسية..
*ولا صرخ قبيل قفزه (دي حالة أخير منها الموت)..
*فقط هو فضل (قتل نفسه) على اعتقال يفضي به إلى السجن بسبب موبايلات..
*وهذا تفضيل لخيار غريب بما أنه لم (يقتل نفساً)..
*ولم يقل لنا البيان الشرطي أنه (مسجل خطر) وجاري البحث عنه بشدة..
*فالشرطة إذاً- رغم تصديقنا لها- نلقي عليها بعض اللوم..
*فقد كان من المستحسن إخطارنا- قبل وقت كاف- بما استجد من سياساتها..
*وأعني تعاملها بكل عنف مع سرقة الهواتف النقالة..
*وأن من يسرق جوالاً في نيالا – مثلاً- يمكن (مطاردته) حتى حلفا..
*فلو أنها فعلت لما امتلأت صحفنا بأخبار سرقة الموبايلات..
*فـ(عادي) جداً الآن خطف جوال شخص من على أذنه في السوق العربي..
*بل تكاد مثل هذه الحوادث تقع كل يوم دون استدعاء (دهشة)..
*ولذلك (اندهش) الناس من مطاردة (مركزية) لحرامي هواتف (ولائي)..
*وليست مطاردة طبيعية، وإنما أفضت إلى انتحار..
*بقي أن نشرح سبب مفردة (لكن) التي (لكنَّا) بها تصديقنا بيان الشرطة..
*ولعل الشرطة ذاتها تعلم استحالة انتحار سارق هواتف..
*فحتى (كتالين الكتلة) لا ينتحرون عند محاولة إلقاء القبض عليهم..
*كما إنها لا يمكن أن تلصق تهمة السرقة بمنتحر..
*فهو إن لم يكن كذلك – فعلاً- فستُواجه ببلاغ إشانة سمعة من تلقاء أسرته..
*فما يقبله (المنطق)- إذاً- هو الجمع بين معطيين..
*معطى أنه كان يسرق أجهزة موبايل لمواجهة ظروف معيشية (ضاغطة)..
*ومعطى أنه كان متردداً في الانتحار بسبب هذه الظروف..
*فلما وجد أنه بصدد (ضغوط) أشد- عند مطاردته- وضع حداً لتردده هذا..
*وأي تفسير خلاف ذلك سيقودنا إلى موقف (محرج)..
*سيعني أن سرقة الهواتف صارت من كبريات (الحوادث الخطيرة)..
*بأكثر من حادثة زميلنا (عثمان ميرغني!!!).
صحيفة الصيحة