هل الإمام “الصادق” ملتزم بعودته؟
ظلت دوائر حزب الأمة الفترة الماضية في حالة صراع حول من يستقبل الإمام “الصادق” وما هي اللجنة الجديرة بتنظيم استقبال العودة الإمام “الصادق” أمضى ما يقارب العامين تقريباً بأرض الكنانة، ولكن لم ندر ما هي الإنجازات التي حققها طوال وجوده هناك، وهل فعلاً ما خرج من أجله تحقق أم أن الخروج كان غضبة وحاول أن يقدم درس للإنقاذ التي اعتقلته مؤخراً وبقائه بمصر ما هو إلا زعلة يحاول من خلالها أن يقوم ببعض الأعمال تصب في مصلحته، ويحاول أن يقتل الزمن ريثما يصل إلى قرار مثل القرارات التي يتخذها منفرداً أو بإشراك المقربين بالنسبة له أن كانوا من آل البيت أو من خاصة الخاصة.
إن الإمام “الصادق” مهما كانت المبررات فإن خروجه لا يقدم ولا يؤخر فيما يقوم به سواء من الداخل أو الخارج، فكم مرة خرج فيها الإمام “الصادق” من البلاد في ظل نظام حكم الرئيس الأسبق “جعفر نميري” أو في ظل حكم الإنقاذ، فما هي الفائدة التي تحققت خلال هذا الخروج إبان حكم “نميري” جاء باتفاقية بورتسودان وشارك بعد ذلك النظام، ورغم المشاركة اختلف مرة أخرى معه وخرج ولم تقدم الاتفاقية مع نظام مايو شيء، وعندما سقط النظام سقط بانتفاضة شعبية قام بها الشعب السوداني، وتشكلت بعد ذلك حكومة عسكرية ثم من بعدها جاءت الحكومة المدنية وتولى الإمام “الصادق” منصب رئيس الوزراء في تلك الحكومة، ولكن لم تعمر كثيراً بسبب الخلافات الحزبية إلى أن سقطت بالانقلاب الذي قادته الجبهة الإسلامية القومية وخرج الإمام “الصادق” عندما أحس بضغط من الحكومة عليه إلى خارج البلاد في عملية عرفت بـ(تهتدون)، عاد من بعد ذلك لأرض الوطن والحال يا هو نفس الحال للنظام، بمعنى أن خروجه وعودته لم تحرك ساكناً فيه، فالخطط والبرامج التي تقوم بها الحكومة مستمرة فيها لم تغيِّرها خروجه أو عودته، وهاهو الآن يعلن من منفاه الاختياري بعودته لأرض الوطن في التاسع عشر من ديسمبر الجاري، وهو نفس اليوم الذي نال فيه السودان استقلاله من داخل البرلمان، ولا ندري هل استطاع الإمام أن يحقق للسودان خلال فترة وجوده بالقاهرة شيء لمصلحة السودان أم أن العملية كانت راحة واستجمام ولقاءات مع الحركات المسلحة (التي أصلاً غير مقتنعة بالعودة للوطن إلا بإسقاط النظام).
الآن تبقى من عودة الإمام للعودة لأرض الوطن التي قد قاربت، إلا أيام قلائل، فلا ندري هل ملتزم بالموعد المضروب للعودة أم سيمد الأيام في ظل الأوضاع الأخيرة والآمال العراض التي ينتظرونها.
إن وجود الإمام بالخارج الفترة الماضية لا تشبهه ولا تشبه تاريخه ولا جماهيره التي وقفت إلى جانبه منذ أن اعتلى السياسة قبل أكثر من أربعين عاماً، لذا يفترض أن تكون عملية خروجه وعودته هي النهائية، مهما كانت الظروف، فوطنه أولى به وبنضاله داخلياً بدلاً عن تلك المرمطة والمعاناة التي يعيشها خارج أرض الوطن، وفي سن لا تستحمل وجوده بالخارج، لذا نامل أن تكون العودة حقيقية وفي نفس الزمن الذي حدده التاسع عشر من ديسمبر الجاري، وأن يكون الاستقبال بالطريقة التي تليق بمكانته داخل الحزب الأكبر جماهيرياً.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي