آمنة الفضل

إستثناء ..!!


* في جلسة إستثنائية كنت حضورا فيها بين أهل الفكر والأدب والتاريخ كان حين دلفت الى داخل تلك الحلقة المدهشة يسكنني بعض الخوف والريبة فأنا التي لم أستطع أن أقتلع ساعة من الزمن لأركن الى زاوية أختبر فيها مدى تأهبي لتلك الجلسة حتى يملؤني زهو المثقف وأنا أجادل أهل الفكر ببضع كلمات إلتصقن بحافة الذاكرة قسرا ..

* الغريب في تلك الساعة المدهشة من اليوم والتي كانت على أواخره
أن الذي نسجه خيالي من قلق تبدد لمجرد الإنضمام الى الحضور فدون أن تدري تجد نفسك ترتحل تلقائيا في كل مكان وزمان وبلا حواجز ولا تذاكر أو رسوم جمركية بينما تحمل عند كل محطة وأخري رهطاً من الحقائب المكتظة بما يحب العقل ويرضي ولا إنفصال في ذلك المقام بين الروح والعقل فكلاهما يحلقان في ملكوت المعرفة ويهمسان هل من مزيد؟ …

* الأماكن التي نرتادها كثيرة لكن قليل منها الذي يظل عالقاً بين طبقات الذاكرة ويجبرك طوعا على العودة اليه بكامل وعيك الإحتفائي به وهكذا دوما تنسج العلاقة بين الشخوص والأمكنة وقد تصمد طويلا دون أن يضربها سوس الملل ويفقدها ألق الحضور …

* قد نمتلك قائمة إختيار للأشخاص الذين نود رفقتهم حيناً من الدهر أو الأماكن التي تعيد ترتيب جزء منا لا يمتلك خاصية التوازن لكن ثمة أماكن لا يخبو بريقها بما تحتويه من جاذبية عالية وتفاصيل قل ما تجدها في أماكن أخرى يضربها هزال المعرفة والجمال فلا يفارق الشحوب جدرانها حتى وإن كانت مصممة على أحدث التصاميم العالمية للديكور ..

يقول الشاعر السوري أدونيس:
أجمل ما تكونُ أن تُخلخلَ المدي
والآخرون , بعضهم يظنّك النّداءَ
, بعضهم يظنّك الصّدى ..
أجمل ما تكونُ أن تكون
حجّةً للنور والظّلامِ
, يكون فيك آخرُ الكلامِ أوّلَ الكلامِ ,
والآخرون بعضهم يرى إليك زبدا
وبعضهم يرى إليك خالقا
أجمل ما تكون أن تكون هدفا
مفترقا للصّمت والكلام

قصاصة أخيرة
شكراً جامعة الخرطوم قسم الآثار

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )