تحقيقات وتقارير

السودان يمر بفترة الهبة السكانية وعلى الحكومة الاستفادة منها.. 80 مليون نسمة العام 2050


من المتوقع أن يواصل النمو السكاني للسودانيين تباطؤه بما يقدر بحوالي 2.4% خلال السنوات القليلة المقبلة، بحسب توقعات شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة، ضمن تقريرها المسمى (التوقعات السكانية العالمية: 2015). الذي اصدرته مؤخراً.
وسيتدنى معدل الخصوبة لدى النساء السودانيات وفقا لهذه التوقعات من المعدل الحالي البالغ 4.4% إلى 2.4% العام 2020 وإلى 2.15% العام 2030 ، ثم 1.56% العام 2050. وكان معدل الخصوبة الأجمالي للسودانيين قد أنخفض من 6.7% العام 1960 إلى حوالي 4.4% العام 2014.
ويوصف السودان بأنه دولة شابة حيث يبلغ السكان في الفئة العمرية 15-64 حوالي 55.8% . وفي الفئة العمرية صفر إلى 14 عاما حوالي 40.8% من السكان. بينما يبلغ المسنون من عمر 65 فما فوق حوالي 3.2% فقط.
وتقول د. هدى رئيسة قسم الاحصاء القياسي بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم،على الحكومة أن تتنبه للمكون السكاني للمجتمع في كل خطط التنمية ولا بد من الاستفادة من فئة الأطفال الذيم يبلغون حاليا 42% من أجمالي السكان وسيصلون مرحلة الشباب أو ما يعرف (إنتفاخ الشباب) خلال عشر سنوات قادمة. وتضيف هؤلاء سيدخلون سوق العمل ومن المفترض أن تكون الدولة على إستعداد لهم بتقديم أفضل خدمات التعليم ولا بد من أن توافق مخرجات التعليم حاجات سوق العمل ولا بد من الاهتمام بالتعليم التقني. والحرص عل تمتعهم بالصحة الجيدة. إضافة إلى استحداث وجذب الاستثمارات التي توفر وظائف كثيرة. وحتى تحدث كل هذه الاستعدادات لا بد أن تعمل كل قطاعات الدولة بتنسيق تام.
وتحذر قائلة: هذه الهبة ستستمر لفترة قليلة وإذا لم ننتهزها “ستروح علينا” أي سنفقدها كما أنه عادة في هذه المرحلة تقل نسبة الخصوبة مما يعني أن الأعالة لصغار السن تكون أقل لان نسب المشتغلين تكون اكبر مما يعني أيضا
أن هناك مدخرات يجب ان يتم إستغلاله في توفير وظائف تحتاج لأيدي عاملة تزيد من الانتاج مثلما حدث في دول شرق آسيا التي استفادت من هذه الهبة السكانية.
ويبلغ سكان السودان حاليا وبحسب التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة 41.3 مليون نسمة . وهم يشكلون حوالي 0.55% من سكان العالم ويصنفون في المرتبة رقم 33 في قائمة الدول من حيث عدد السكان. وحوالي الثلث منهم يقيمون في مناطق حضرية والباقون ينتشرون في الريف. وتبلغ الكثافة السكانية لهم حوالي 23 شخصا في الكيلو متر المربع، حيث تبلغ المساحة الكلية للسودان 1.7 مليون كيلو متر مربع.
وسيزيدون إلى 45.3 مليون العام 2020 وإلى 56.4 مليون العام 2030 وسيرتفعون إلى 80 مليون العام 2050.

المصدر: البنك الدولي
وعلى الرغم من أن هذه ميزة جيدة وتفتقدها الكثير من الدول والمجتمعات الأخرى، إلا أنها وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الحرجة للسودان وارتفاع معدل الفقر وضيق فرص التدريب، تسببت هذه النسبة العالية من الشباب في رفع معدل البطالة في السودان وارتفاع معدل الأعالة بالتالي.
فقد سجلت البطالة من إجمالي القوى العاملة، بحسب إحصاءات البنك الدولي، نسبا عالية خلال السنوات العشر الماضية، إذ بلغت حوالي 14.8% وارتفعت عند الشباب حتى 23.3% منهم.
رئيسة قسم الاقتصاد القياسي والاحصاء بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم بروفسور هدى محمد مختار أحمد، تقول الفقر يؤدي إلى البطالة وهي تؤدي إلى الفقر “هذه حلقة مفرغة وإي حلقة مفرغة لا بد من كسرها” وتبين على المدى القصير بعض الحلول لهاتين المشكلتين، تتمثل في رفع سن المعاش لأولئك الذين تجاوزوا الخامسة والستين. واستمرار البقاء في الوظائف النادرة حتى نهاية العمر. وفتح وظائف جديدة من قبل الحكومة.
وعلى المدىين المتوسط والبعيد يجب الاستثمار في المجالات التي تؤدي إلى استيعاب أكبر قدر من العمالة. وإدخال برامج التنمية الاجتماعية في كل خطط التنمية العامة . والتنسيق والتكامل بين الوزارات ذات الصلة بالعمل السكاني.
أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم مسلم الأمير يقول: الحل يكمن في التخلص من أسباب المشكلة وهي توفير إستقرار إقتصادي يؤدي بدوره إلى خلق فرص عمل في القطاعين العام والخاص. ويبين أن تحريك الاقتصاد يمكن أن يتم بجذب إستثمارات كبيرة لكل القطاعات وتطوير البنيات التحتية وهو أمر يحتاج الى مليارات الدولارات التي يمكن الحصول عليها عن طريق، استغلال السياسة وحل المشاكل الخارجية عن طريق الجهود الدبلوماسية، وتقوية العلاقات الدولية وأيضا توفير استقرار اقتصادي داخلي بعمل اصلاحات عدة.

إشراقة عباس
الخرطوم في 19-12-2016(سونا)