ثم أمطرت !!

*كل منّا لديه طاقة كامنة بداخله..

*وهي تتفاوت من شخص لآخر باختلاف العوامل ذات التأثير..

*ومنها عوامل الوراثة ، والبيئة ، و(الصفاء)..

*ونعني بالصفاء عدم انشغال المحل العقلي بحركة المناسبة الحياتية..

*بمعنى ألا يكون هنالك مجال للطاقة الغيبية..

*ومن ثم يكون التوصيف لهذه الحالة عبارة (منع من ظهوره التعذر)..

*أو ربما (الثقل) ، ثقل تعقيدات واقعنا المعيش الآن..

*فكلما (ارتقى) الإنسان سلم الحضارة (هبطت) قدراته الخفية..

*وأجدادنا الأُول كانوا أكثر منّا حظاً في هذا الجانب..

*كانوا أحدّ نظراً وسمعاً وشماً وذوقاً ولمساً و(حاسةً سادسة)..

*ولكن هذه الحاسة لم تندثر تماماً في العقل الباطن..

*فهي تنشط بمقدار- نسبي- ضئيل عندما نستغرق في النوم..

*ثم يتجلى عملها في شكل رؤى منامية ذات دلالات..

*وبسببها يكون التوقع بحدوث مكروه ، أو وفاة عزيز، أو ترقب خير..

*وحاسة العقل الباطن هذه هي الذي (اشتغل) عليها فرويد..

*فهذا العقل (الخامل) لا تقتصر (سعته) على الماضي فقط حيث الذكريات..

*ولا سيما المؤلمة منها التي يلفظها العقل الواعي..

*وإنما تمتد إلى المستقبل أيضاً حيث التوقعات وفقاً للحاسة الخارقة..

*وجراء حدس منامي تنبأ فرويد بموته ، وحدث..

*وكاتب هذه السطور له قصة مع هذه الحاسة العجيبة أتته (يقظةً)..

*فقد كان هنالك توقع بوصول امرأة من الخليج مساءً..

*وصحب ذلك التوقع استعداد كبير لشيء ما لا يحتمل التأجيل..

*فقلت لأهلها- دونما وعي- (الدكتورة لن تأتي اليوم)..

*فصاحت الألسن جميعها بصوت واحد : يا أخي طائرتها أقلعت..

*فما زدت على (ولو) ، ثم لزمت الصمت..

*وقبل موعد وصول الطائرة بقليل اجتاحت الخرطوم فجأة عاصفة هوجاء..

*فاضُطرت الطائرة إلى العودة لانعدام الرؤية..

*ورغم مرور أعوام على الحادثة ما زال أهل المرأة يجترونها إلى اليوم..

*والبارحة يخبرني صديق بمنام غريب أثار دهشته..

*منام قال إنه عاوده – بتفاصيله – ثلاث مرات على مدى أسبوع..

*وهذا الصديق- للعلم – نقي السريرة إلى حد لا يصدق..

*وإن ذُكرت قضايا السياسة أمامه اكتفى بعبارة (الله يولي من يصلح)..

*ولولا حذره الذي أعرفه هذا لذكرت اسمه..

*وخلاصة منامه أن لساناً من نار ينطلق نحو السماء من قلب العاصمة..

*فإذا بلغ غايته – ارتفاعاً – انقلب عائداً إلى الأرض..

*ولكنه لا يعود شواظاً- كما علا- وإنما رذاذ غيث ينعش النفوس..

*وسألني عن تفسير رؤياه المتكررة ، فوجمت..

*ثم غمغمت (اللهم أجعله خيراً !!!).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version