شكراً هاشم !!
*لم يصبح السودان سلة غذاء العالم..
*ولكنه أصبح – عوضاً عن ذلك – سلة (كلام) العالم..
*فأكثر دول العالم (كلاماً) هي بلادنا ، ولا فخر..
*كل واحد يتكلم في كل شيء كل يوم والنتيجة كل فشل..
*ورغم أن العرب مشهورون بالكلام إلا إننا حالة خاصة..
*أو صرنا حالة خاصة بينهم في زماننا هذا..
*وأوباما من كثرة كلامه كدت أميل إلى تصديق أنه من أصول سودانية..
*فالغربيون – عموماً- معروفون بالعمل، لا الكلام..
*وخصوصاً الرؤساء منهم الذين يزنون حديثهم بميزان (الزمن الذهبي)..
*لا شيء يُهدر عبثاً هناك، لا طعام لا (خصام) لا كلام..
*وسمير عطا الله سخر من ترقُّب العرب لـ(أفعال) أوباما عقب فوزه..
*فإذا بهم لم يجدوا منه سوى (الكلام) الذي يجيدونه..
*وقال إنه ما كان على أوباما أن يبيع الكلام في حارة (المتكلمين)..
*فلو أراد أطناناً منه سيصدرونها إليه بكل الكرم العربي..
*ولكن الغريبة أن أوباما أهدى العرب (فعلاً) في خواتيم فترته الرئاسية..
*وتمثل في الامتناع عن (الكلام) في مجلس الأمن..
*فبعدم استخدام أمريكا حق النقض فاز مشروع القرار الخاص بالاستيطان..
*وقبل يومين هاتفني العقيد صلاح مهران لتقديم دعوة..
*قال إن الفريق هاشم يدعوني لحضور (شيء مهم) بنادي الشرطة..
*فطلبت منه تقبل اعتذاري بما أن هذا المهم هو (كلام)..
*وفي الذاكرة أسوة دعوة (كلامية) لبيتها وكان بطلها نائب الرئيس وقتذاك..
*فطوال ساعة – وأكثر- لم أفهم من علي عثمان شيئاً..
*وعقب رجوعي الجريدة سألني أستاذنا إدريس حسن عن الخبر..
*فقلت: ما من خبر (مفهوم) كي أكتبه، مجرد كلام و(بس)..
*وارتسمت على وجه رئيس التحرير ابتسامة من (فهم) الحاصل بخبرته..
*ورغم تأكيد العقيد بأن الدعوة ليست كلاماً تكاسلت..
*ثم فوجئت البارحة بإنجاز هو عين ما ظللت أدعو إليه كثيراً..
*أن تُسهل الإجراءات على المواطنين بإلغاء التعقيد..
*وأن تُوحد نافذة التعامل بدلاً من هذا التعدُّد الذي يبدد الزمن..
*وبصراحة، فإن الذي أُنجز أكبر مما كنت أحلم به..
*والأجمل من ذلك أنه تم بعيداً عن (آفة كلام الوعود) التي اُبتلينا بها..
*الكلام الوحيد الذي نود سماعه هو: لقد أنجزنا..
*و(فعلتها) الشرطة تحت إشراف مديرها العام من غير (سابق كلام)..
*وأنشأت ثلاثة مجمعات خدمية شاملة لا (صفوف) فيها..
*وأندم لأول مرة على عدم تلبيتي دعوة في هذا العهد (الكلامي)..
*فشكراً- نيابة عن كل مواطن- الفريق هاشم عثمان.
صحيفة الصيحة