في عهد الفضاءات المفتوحة.. كيف نحمي أطفالنا من الغزو؟ تأثير على الثقافات
ثورة الاتصالات والمعلومات تجاوزت مقولة إن العالم أصبح قرية، وبهذا الفضاء المفتوح بات العالم مجرد غرفة صغيرة تتلاشي فيها الخصوصيات الثقافية في إطار العولمة بتجلياتها الاقتصادية والاجتماعية كافة، وهذا يثير الكثير من الأسئلة لمقاومة هذا الطوفان الثقافي الذي لا يعترف بالحواجز الجغرافية، ويفقد الكثير من الأمم والشعوب المناعة للحفاظ على هويتها الثقافية.
ولأن المواطن السوداني ليس استثناءً، فقد أصبح يتعامل مع هذا الفضاء الجديد متأثراً ومؤثراً، وكان لابد له من التعرف بالوسائط المتعددة وثأثيرها عليه الحاسوب والانترنت والهواتف، وهي مزيج من التقنيات تحوي أنواعاً من الإثارة والتشويق حتى بالنسبة للكبار.
مؤثر وخطير
وفي السياق، يقول أستاذ علم الاجتماع علي الرضي لـ (اليوم التالي): أطفال السودان أصبحوا أسيري هذه التكنولوجيا وهذا العالم الافتراضي، فأثر ذلك في سلوكهم تأثيراً بدا واضحاً للعيان، إذ أن العلاقة التفاعلية مع الحاسوب وألعاب الكمبيوتر تؤثر في فاعليها بلاشك تأثيراً مباشراً، إذ تتخذ من التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار عبر هذا الفضاء الرقمي ديدناً لها. وأضاف: هذا يعني أنك تتعايش مع كافة الأفكار والديانات والثقافات بغض النظر عن مكان وجودك لأنك في حقيقة الأمر تعيش في واقع افتراضي.
إيجابي مفيد وسلبي هدام
أما حمودة آدم أستاذ علوم الحاسوب، فيرى أن الفضاء الرقمي سلاح ذو حدين، فهو إما أن يكون إيجابياً وذا فائدة وإما سلبياً هداماً للقيم والأعراف والعادات والتقاليد، فهناك من يستخدمون تلك التقنيات بشكل موجب، وهم في الغالب كبار وناضجون، أما الفئة التي تتأثر بشكل سلبي في الغالب فهي فئة الأطفال التي لا تعرف كيف توظف هذه التقنيات التي بين يديها فيما يفيدها، وتحتاج في ذلك لتوجيهات وإرشادات ورقابة إيجابية من الأسر.
جزء من التطور
وفي السياق، بدت سلمى الطاهر خريجة هندسة حاسوب غير منزعجة كثيراً من تكالب الأطفال في التعامل مع الفضاء الرقمي، إذ عدَّته جزءاً من تطور الشعوب، لكنها رهنت ذلك بإحسان استخدامه، مركزة على ضبط تأثيره على النشء.
الخرطوم – أماني خميس
صحيفة اليوم التالي