صلاح الدين عووضة

ثريا!!


*مشهد أول…….

* ثريات ثلاث تمثل أضلاع مثلث مدخل قصتنا هذه..

*ثريا الفتاة، والثريا الباخرة، والثريا التي في السماء..

*كان منحنياً على متكأ (درابزين) الممر يحدق في النجوم..

*وأبصر منها التي قال فيها امرؤ القيس (إذا ما الثريا في السماء تعرضت)..

*و(تعرضت) له – في تلكم اللحظات – ثريا بشرية بمعية طفلين..

*كان طالباً جامعياً وهي في مرحلة الثانوية برفقة أخوين وأبويها..

*ولولا (قريبه) – موظف الدولة الكبير- لما حظي بميزتين وقتذاك..

*ميزة الدرجة الأولى بـ(الثريا) ، وميزة رؤية (ثريا)..

*واشتعل اللقاء العابر- بثريا- عشقاً شهدت عليه ثريا النيل والسماء..

*مشهد ثانٍ………

*جلس على الكرسي الجانبي لمكتب (المسؤولة) المشبع بأريج معطر الهواء..

*انحنى على مكتبها محدقاً في اسم ثريا منحوتاً على قطعة خشبية أنيقة..

*وتذكر انحناءته تلك على (درابزين) الثريا محدقاً في الثريا قبل أن تظهر ثريا..

*ثم رفع بصره متفحصاً وجه ثريا التي أمامه وهي تقلب أوراقه بأنامل مخضبة..

*ودفن ذاكرته في رمال الظن هرباً من براثن صدفة لم يكن ذاك وقتها..

*مشهد ثالث……….

*ما كان يظن أن أخرى بمقدورها (العبث بمقدرات) ثريا العاطفية داخله..

*فلقاء ثريا تبعته لقاءات تحت الثريا عند تعرضها (تعرض أثناء الوشاح المفصل)..

*ولكن ذلك ما حدث حين ظهرت في حياته من تحمل اسم جرم سماوي آخر هو (قمر)..

*وبحث عن حجة مقبولة يتنكر بها لثريا دون أن (تكرهه) فلم يجد..

*ثم هداه تفكيره – بعد سهر- إلى سبب انتزعه من قلب مسلمة (التكافؤ الاجتماعي)..

*ولكنه لم يجد في نفسه من الشجاعة ما يواجه ثريا به كفاحاً..

*فأرسل لها رسالة مطولة حشدها بكل الذي ذكَّره بأيام (الإنشاء) الدراسية..

*ثم ختمها بقول الشاعر (انت ما بدوك لزولاً مسيكين إلا واحداً نخلو مقرون في البساتين)..

*واختفت من حياته (ثريا) الفتاة بمثلما غابت عن دنيانا (الثريا) الباخرة..

*مشهد أخير ………..

*رفعت رأسها من الورق- ثريا- ونظرت إليه نظرةً اخترقت حاضره صوب الماضي..

*أو هكذا خُيل إليه وهو يسمع اعتذارها عن منحه عقاراً فاخراً بنظام التمويل..

*قالت له إن إمكاناته المالية هي دون الحد الأدنى المضمن في شروط (المعاملة)..

*ثم أضافت وابتسامة صفراء على شفتيها (عقاراتنا ما بنديها لزولاً مسيكين)..

*ولم ير ثريا السماء في تلكم الليلة – رغم انقطاع الكهرباء- بفعل الغيوم..

*ولكنه رأى في سماء داره – بوضوح شديد – (وجه ثريا!!).

صحيفة الصيحة