الترابي.. توقيعات على دفتر الرحيل
في الوقت الذي يعيش فيه المؤتمر الشعبي تململاً بسبب التعديلات الدستورية التي اجازها البرلمان الاثنين الماضي واستثنى منها التعديلات المتعلقة بالحريات واعتبر ذلك ردة عن الحوار الوطني الامر الذي اثار جدلا كثيفا وسط قيادات الحزب توج برفع مذكرة للامين العام الشيخ ابراهيم السنوسي وتوقع مراقبون ان تؤدي الخطوة لانشقاق داخل الحزب ، في ظل تلك الاجواء إجتمع بمنزل زعيم الحزب الراحل حسن الترابي بضاحية المنشية أمس اجتماعاً تفاكرياً حول تدشين كتاب توقيعات على دفتر الرحيل بحضور ابناءه الصديق وعصام ومحمد عمر يحتوي على الكتابات التي خطتها اقلام الكتاب والشعراء حول رحيل الشيخ في مارس الماضي ، وبادرت مجموعة من شباب الحزب والمهتمين بفكر الشيخ بحصر تلك الكتابات وجمعها في كتاب توثيقي يقع في 623 صفحة تشتمل على 100 مقال من بين (300) تم حصرها بغرض التوثيق.
ذكريات
عندما وصلنا الى منزل الشيخ في الموعد المحدد لانعقاد الجلسة الذي تأخر اكثر من نصف ساعة استقبلنا ابنه محمد عمر الشديد الشبه من والده ،في الصالون الذي امتلأ بصور الترابي ، عمر قال ان والده كان لايقبل ان تعلق صوره على الجدران ودائما مايطالب بأزالتها.
ابتدر رئيس اللجنة العليا لتدشين الكتاب د.عثمان الكباشي الحديث و قال ان الفكرة نشأت في الايام الاولى لرحيل الشيخ لدي مجموعة من الشباب من مختلف المشارب الذين تتلمذوا على يديه واخرين بسبب الولاء للشيخ باعتبار انه مفكر اسلامي ومرجع لهم ،لافتا الى ان هناك سيلا من المقالات من داخل وخارج السودان كتبت حول رحيل الشيخ ، وقال ان الهدف من الخطوة ان يظل اثر الترابي باقيا بعد الرحيل ،واضاف ان الكتاب سيتم تدشينه في ندوة كبري (بعنوان الاثر الباقي ) في السابع من يناير المقبل بقاعة الصداقة بالخرطوم بمشاركة مفكرين اسلاميين من خارج البلاد منهم مختار الاشقر ومحمد مختار الشنقيطي مؤلف كتاب الحركة الاسلامية في السودان ومن داخل السودان د. عبد الله على ابراهيم وقال ان الغرض من الندوة ليس تأبين بل البحث عن سيرة الرجل وافكاره والقضايا التي كان قد اثارها في الفقه والسياسة ومساراته المختلفة .
حديث الابناء
صديق الترابي اكد ان رحيل الشيخ كان في أصعب الايام التي يمر بها السودان اهمها الحوار الوطني وقال ان افكار والده والكتابات عنه ليست ملكا لاحد بل هي لعامة الناس ودعا لان تتضمن النسخة الثانية من الكتاب فكرة المشاركة في الحوار ومن أين بدأت وطالب بأن يحسب لذكرى رحيل الشيخ بالتاريخ الهجري كما كان يفعل في حياته ، اما ابنه عصام فاعتبر والده نموذجاً لكل المجتمعات في أفكاره وتعاملاته .
افكار
الجلسة كانت بمثابة عصف ذهني للمشاركين من كتاب الرأى وأعضاء اللجنة للتفكير في كيفية تخليد ذكرى الشيخ حتى يظل أثره باقياً، واقترح رئيس تحرير (التيار) عثمان ميرغني ابتدارفكرة متجددة غير تقليدية مثل ماكان يفعل الشيخ في حياته ودعا لاعداد فلم عن حياة الشيخ ،كما عمر المختار وغيره من الشخصيات التاريخية التي تركت اثراً وراءها ، بينما اقترح أخرين انشاء مركز دراسات وقاعة في أحد الجامعات تحمل اسمه.
موقف
موقف الموتمر الشعبي الاخير من الحوار بسبب التعديلات الدستورية ربما يشكل مهدداً للحوار باعتباره أكبر أركانه ، وكان من المقرر ان يعقد الحزب إجتماعاً أمس بشأنها الا انه تم الغاءه لوقت أخر. وفي الوقت ذاته تم تأجيل لقاء رئيس الجمهورية مع آلية (7+7) لوقت لاحق وعلق رئيس تيار اسناد الحوار عمار السجاد على الخطوة كاشفا عن اتصالات من الحكومة مع الشعبي وتوقع ان تصل لأعلى المستويات لافتا الى ان الحزب ربما اتخذ قرارا حاسما بشأن الحوار ،وقال : ليلة 7يناير ستجمع الشعبيين على قلب رجل واحد وربما توحددت رؤى الذين اختلفوا بعد رحيل الشيخ.
تقرير:ثناء عابدين
صحيفة آخر لحظة