تحقيقات وتقارير

أزياء المرأة السودانية.. تحولات وهواجس من “الكلوش” إلى “البنطال”! دعوة رئاسية

ثمة تغيرات طرأت على أزياء المرأة السودانية من حيث الشكل واللون والتفصيل، ومن حيث مواكبة التحولات الاجتماعية والاقتصادية والحقب والتوجهات السياسية المختلفة التي يمثل الزي عموما وزي المرأة على نحو خاص، أحد أهم تجليات تلك التحولات الاقتصادية منها والسياسية. واللافت للنظر أن البعض يرى أن تحولات الموضة الجديدة ألقت بظلال سالبة على الشارع العام، فيما ينظر إليها آخرون بأنها تمثل انفراج في الحريات الشخصية، حيث ارتبط الزي في السودان بالتحولات الاقتصادية والتوافق مع الظروف المناخية، بجانب الالتزام بالأعراف والتقاليد التي يتمسك بيها المجتمع السواني.
وكان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، قال في افتتاح مصنع سور للملبوسات العسكرية والمدنية أمس الأول (الاثنين): هذا العمل الذي شاهدناه يجعلنا نتطلع إلى أدوار أكبر لهذه الشركة لتساهم من خلالها في ترقية الذوق العام عبر خط الإنتاج المخصص للملابس المدنية ومراعاة الضوابط الشرعية والأخلاقية في تصميمها للمحافظة على تقاليد الشعب وموروثاته خاصة الملابس النسائية التي صارت تشكل هاجساً يؤرق مضاجع الآباء والأمهات ويهدد المجتمع بالانفلات.
ملامح مشتركة
مع التعدد الثقافي والإثني والتنوع البيئي الكبير الذي يحظى به السودان، إلا أن هناك إجماعاً لدى المهتمين بتاريخ الظواهر الفلكورية والأزياء بأن هناك ملامح مشتركة بين تلك الأزياء، ففي فترة أواخر الثمانينيات كانت الأزياء المطروحة في الأسواق عبارة عن إسكيرتات واسعة تعرف بـ (الكلوش) وبلوزات واسعة لا تختلف كثيرا عن القمصان الرجالية من ناحية الشكل (أكمام طويلة وزرار أمامي وجيوب أمامية) إضافة إلى ارتداء شالات مثلثة تحجب بالدبوس تعرف بـ (الاسكارف).
تطورات جديدة
في السياق، يقول مجدي محمد الخبير في التراث والفلكلور لـ (اليوم التالي): ما يرتديه الأولاد من قمصان في فترة التسعينيات يشبه إلى حد كبير قمصان البنات خاصة بالنسبة للطلاب في الجامعات، إذ يكمن الفرق في تضييق البنات للقميص (التخصير). وأضاف: تطورت أزياء الفتيات في الفترة ما بعد 2005 وظهرت أشكال جديدة بمسميات تواكب الأحداث في السودان مثل (فصل الدين عن الدولة)، وهي عبارة عن اسكيرت وتي شيرت يكون مع حدود الأول، وقد ظهرت في فترة توقيع اتفاقية السلام الشامل في العام 2005. وأردف: الفترة التي أعقبت ذلك لم تشهد شكلاً موحداً من الأزياء، بل حدث تطور متسارع، حيث اعتمد بشكل أساسي على ارتداء البنطال خاصة في مجالات العمل والدراسة في بعض الجامعات.
الزي الأفريقي
من جانبها، تقول مصممة الأزياء بالحلفايا وصال محمد أحمد لـ (اليوم التالي): يمكننا القول إن البنطال بالنسبة للفتيات كان ممنوعاً من قبل الجهات الرسمية في العام 2009، حيث يعرض من ترتديه للجلد والغرامة. وأضافت: الفترة التي أعقبت ذلك أصبح فيها الأمر عاديا، إذ باتت رؤية البنطال في كل مكان. وأردفت: لاحقا ظهر في الشارع السوداني ارتداء الزي الأفريقي ولم يكن حصريا على النساء فقط بل شاركهم الرجال في ذلك. واستطردت: تميزت أزياء المرأة السودانية نسبياً عن نظيراتها في بقية دول العالم، لكنه في ذات الوقت لا زالت تواكب مستجدات الموضة، وما يطرأ من تحديث وتطور.

اليوم التالي