مصطفى أبو العزائم

شباب قديم !

[JUSTIFY]
شباب قديم !

كل الذين معي وحولي والى جانبي الان في حي مصر الجديدة بالقاهرة، وتحديداً داخل «دار المشاة» هم شباب، وقيادات شبابية تلعب دوراً عظيماً في بلدانها الافريقية، فالمنشط الشبابي الذي دعيت لحضور فعالياته، بالقاهرة، هو الملتقى الثاني لشباب دول حوض النيل، وهو ينعقد تحت شعار «النيل.. شريان حياة»، ولا أعرف حتى الآن مشاركاً تجاوز سن الشباب بتفسيرها المعروف سواي لذلك كنتُ اتمنى مشاركة اخي وصديقي ورفيق المسيرة الطويلة -بحلوها ومرها- في طريق الحياة الصحفية، الاستاذ أحمد البلال الطيب، حيث جاءت الدعوة لكلينا من وزارة الشباب المصرية لنكون شهوداً على هذا الحدث الكبير، لكنني وجدت نفسي وحيداً وسط هذا الخضم الشاب، اذ لم يشارك الاستاذ البلال، لأسباب متعلقة بارتباطات سابقة، فـ(أحمد غايب) لكنني وجدت صحفياً واحداً فقط، من السنغال اسمه (شيخو أليو) أي «شيخ علي» نقيم معاً في جناح مكون من غرفتين، يحاول محادثتي بالفرنسية، وأحاول محادثته بالانجليزية.. ولكن بلا فائدة.. وهو من شريحة الشباب فوق الخمسين.

حال وصولي الى مقر السكن في «دار المشاة» وهي فندق فخم يتبع لسلاح المشاة، التقيت بأعضاء وفدنا السوداني الشبابي المشارك في الملتقى، ومن بينهم الأستاذ محجوب أبو القاسم أمين الاعلام بالاتحاد الوطني للشباب السوداني، والاستاذ عثمان آدم محمد آدم، أمين الولايات، وغيرهما، وقدمت لهما حزمة الصحف السودانية التي حملتها معي من الخرطوم، وما كنتُ أدري أن صديقنا العزيز، والفنان الكبير عبد الله عبد القادر البعيو، قد كشف ما حرصت على اخفائه سنين عدداً، وذلك من خلال حوار أجري معه في صحيفة (اليوم التالي) الغراء الصادرة صباح الجمعة، عندما سئل عن رأيه في الفنانين والشعراء والصحفيين وغير ذلك، ليقول إن فلاناً – ويعني كاتب هذه الزاوية- هو شاعره المفضل.

ما قاله (البعيو) جعل محجوب واخوانه يصرون على اسماعهم بعض ما أعجب الفنان الكبير (البعيو) فقلت لهم إن البعيو يتحدث عن ماضٍ له أكثر من ثلاثين عاماً، عندما كنا ننظم المنتديات الأدبية والفنية، ونقرض الشعر ليغني المغنون. لقد كان يحكي عن ماضي الذكريات وعن أيام الشباب التي لن تعود، عندما كانت القلوب خضراء والنوايا بيضاء.

.. و.. مع ذلك أصر محجوب ومن معه على أن اسمعهم ولو القليل، فقلت لهم إن ذلك كان أيام الصِّبا، إذ كيف لي الآن أن أكتب أو القي قصيدة شعر فيها اللهفة والشوق، والهوى والغرام، وسهد الليالي، وهجر الحبيب، أو البكاء على أطلال ذاهبة، فلو حدث ذلك الآن فإنما يكون مثل رجل كهل، ارتدى الملابس الملونة والمورَّدة، وتحذق بـ(الشارلستون).. وصبغ شعره.

لم يكترث الجماعة، بل قالوا لي: (يا زول.. إنت لسه شباب) ولانني أردت أن أطمئن نفسي قلت لهم: (الشباب شباب القلب.. والروح)، لكن الذي لم أقله لهم كان:

الا ليت الشباب يعود يوماً.. فأخبره بما فعل المشيب.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]