تحقيقات وتقارير

دور التجار في التسليف و(الدفع بعدين)تاجر الحي يوفر التمويل السريع والقصير

تجار القطاعي أو من هم في الحلة والقرية والحارة والمربع والأرياف الذين يعملون في تجارة البضائع السريعة المستهلكة من زيت وصابون وبسكويتات ودقيق وفحم وكبريت وطعمية وفول وإلى ما ذلك من (بضائع سريعة)..!
كان إلى وقت قريب يلعب دور البنك في التسليف وتوفير مال التمويل الزراعي، أيام مواسم القمح، والذرة والبلح والفول المصري وغيرها من المحاصيل، وأيضاً يوفر (للأهالي) ما يحتاجون له من البضائع، والصابون والسكر باعتبار ان التسديد سيتم بعد الانتهاء من جني المحاصيل، إن كان بلحاً أو قمحاً أو ذرة وغير ذلك، ما يباع في الأسواق أو تجمع الأموال لتسديد (الديون خلال العام)..!
ولكن، قال التاجر أحمد البركة عبد الصمد ان عائد بيع المحاصيل (أصبح قليلاً) لا يسمح بالتسليف حتى نهاية المحصول وربما كان السبب في ان (يبتعد) المواطن المزارع عن الزراعة إلى حدٍما إلى المحاصيل البستانية التي يمكن (تدخل عائد) ولكن التجار وقفوا عند الحد.. فالتاجر في السنوات السابقة (يسلف ويمول العمليات الزراعية).. ولكن الآن كل زول في (محله) التاجر بالمال الحاضر، ويمنع الدين ولو بعدين..!
ويقول (عثمان ادريس) تاجر قطاعي في أم درمان انه كان إلى عهد قريب يتعامل مع المواطنين، وخاصة أصحاب المرتبات.. إلا أنه يبدو ان المسألة قد (تضاعف) في الديون، بل ان بعض الموظفين راحوا (يزوغون) لأنهم (انهزموا) أمام (السيل) دون (التسديد) وهذا أثر على حركة البضائع في المتجر، مما أدى بي إلى أن أقفل الحسابات الشهرية لكل المتعاملين مع المتجر.. وأصبحت أطارد البعض لكي أسدد ديوني لدى التجار الكبار..!
قال الموظف – عبد الله حسن (شركة كهربائية خاصة) – ان التجار معهم حق لأن (المرتب) لا يفي بالمطلوب لذلك أفضل يحاول تسديد ما يشتري (على الطويل) دون ديون.. وأنا شخصياً عندي (قروش بشتري، ما عندي لن أتدين)..
ولكن التاجر (بدر الدين) قال ان (الشراء بالدين) له حدود فلا يمكن أن أتعامل بمبالغ كبيرة، وأنا على علم بقدراته اضافة إلى قدرته على (حل) الدين في الوقت المحدد.. لذلك قررت تحديد (سقف) لا يتجاوز المائة جنيه، وأقل حتى أتعامل معه مع احترامي وان (سدد) سيستمر وان لا أتوقف معه، حتى (يسدد) وبدون (زعل).. فالمتجر يتعامل مع (تجار جملة) ومستوردين ومصانع (وكده).. لابد أن أكون جاهزا للعربات التي تحضر البضائع و(الحاجات الباردة)..
أما جعفر بالخرطوم 2، صحاب بقالة قال ان المواطن والزبون السوداني على العموم لا يأكل حرام أبداً ولي زبائن ممتازون جداً، وعلى قدر دخلهم يتم التعامل والمهم في المسألة تبادل ثقة قوية بين الزبون والتاجر وأنا شخصياً أستطيع أن أحدد درجة تعاملي مع كل زبون حسب قدراته..!
وقال حسن علي (بحري) ان الزبائن فيهم (المستهبلين) والذين يزوغون وصدقني ان بعض المواطنين تسببوا في أن أواجه المحاكم، وأن أغلق الدكان إلى حين أستطيع أن أتنفس من جديد.. وكل ذلك (مشكلة سببها الثقة الفائتة الحد)..!
إذن، هذه بعض المتاعب التي يسببها بعض المواطنين للتجار المحليين في الحارات، وهناك في (حكايات التمويل الزراعي والتسليف) التي راح ضحيتها بعض التجار، ولم يقبضوا ما يسمونه بالسلفية بعد بيع ناتج المحصول.. هذه قضية وصلت إلى المحاكم، المتهم فيها بعض المواطنين الذين لم يستطيعوا تسديد ما استلفوه من مال كتمويل نظير (عائد المحصول)..!
كانت هذه (قضايا) مؤثرة جداً في (العلاقات الاجتماعية) بين المواطن والتاجر ومع هذا وكل ذلك سيبقى (تاجر الحي) هو (حلال المشاكل) ومن يعطي البعض (حق المواصلات) ويوفر الشاي، والسكر والملح.. فكلنا سودانيون نأكل من حلة واحدة..!

الخرطوم: الصحافة