حتى اندونيسيا!!
ظلت مقتنيات وآثار السودان تتعرض إلى السرقة منذ فترة طويلة من الزمن، فمنها من تم القبض على اللصوص، ومنها من فلت في غياب الرقابة. أمس أبرزت الصحف السودانية خبراً مفاده أن الأجهزة الأمنية أحبطت تهريب أسلحة وذخائر وتراب لجهات تابعة لليوناميد المنتهية صلاحيته، وأشار الخبر إلى أن الجهات الأمنية عندما بدأت في تفتيش أفراد القوة المغادرة مدينة الفاشر عثرت على الضبطيات في أمتعة القوات التابعة لاندونيسيا والمتجهة إلى جاكارتا.
نحمد لقواتنا الأمنية هذا المجهود الكبير وإحباطها لهذه الجريمة التي ظلت تستهدف مقتنيات البلاد من الدول الأوربية، ودخلت كمان اندونيسيا في لعبة التهريب، ولكن الذي حيَّرني في الخبر أو عملية التهريب ما فائدة التراب الذي عثر عليه في أمتعة تلك القوة، خاصة الاندونيسية، وهذا يعني أن تراب الوطن له قيمة عند المهربين ولما وجدوه ضمن أمتعتهم أو ربما هذا التراب يحمل مواد تحتاج إلى عملية الفحص الدقيق دون أن ندري أو به كميات من الذهب أو المواد النفيسة الأخرى. فالسودان بلد غني بالموارد، ولذلك جعل كل الدنيا تستهدفه، إما بتعكير الأجواء فيه أو بسرقة موارده، خاصة الذهب الذي بدأ تهريبه إلى أوربا وبعض الدول العربية دون علم السلطات، ولكن ما نحمده لأجهزتنا الأمنية أنها عين ساهرة ومتابعة لكل ما يجري سواءً بعثة يوناميد أو من يعملون في المجالات المختلفة، وقبل أيام أحبطت أجهزتنا الأمنية عملية تهريب لكميات كبيرة من الأدوية عبر مطار الخرطوم، وقد تم ضبط المهربين بعد متابعة دقيقة لهم، وبالتأكيد إن المهربين لم يكونوا جلهم من الأجانب، ولكن بالتنسيق مع ضعاف النفوس من أبناء الوطن، كما أحبطت أيضاً قبل فترة عملية تهريب كميات كبيرة من العقارب إلى إحدى الدول الخارجية.
إن استهداف الوطن في ثرواته القيمة أن كانت آثاراً أو جلوداً أو أدوية أو سكر أو عقارب أو حتى الحيوانات الغالية الثمن لدى تلك الدول، فهذا يؤكد أننا دولة غنية بمواردها، ولكننا لم نحافظ على ثرواتنا حتى تأتي جهة من الخارج وتهتم بها، بل تأخذها في غفلة، فأحياناً تنجح العملية وتهرب في صمت، وأحياناً يتم كشفها أو إحباط تهريبها، ولكن حلاوة السرقة وما تدره من أموال طائلة تجعلهم يعاودون الكرة لعملية التهريب من جديد، ولكن أجهزتنا دائماً لهم بالمرصاد، وإلا لفقدنا كل ثرواتنا مع عملية السرقة والتهريب المتواصل من قبل أولئك الأجانب بالتنسيق مع أبناء الوطن. الآن بعد أن فتح الله علينا مورداً جديداً باكتشاف كميات كبيرة من الذهب بمناطق السودان المختلفة، بدأت عمليات تهريبه جهاراً نهاراً وبتلك العملية التهريبية فقد السودان عملة حرة، فإذا كان هذا هو الذهب فما بالك ببقية المقتنيات الأخرى التي يذخر بها السودان حتى سن الفيل والغزلان التي لا توجد لدى كثير من الدول يتم تهريبها بالخفاء ويكسب المهربون أموالاً طائلة من تلك العملية، لذا على أجهزتنا الأمنية يجب أن تكون عين ساهرة لكل محاولات التهريب التي تستهدف ثروتنا القومية، كما يجب سن قانون للمهربين في حال ضبطهم بإنزال أقصى العقوبة عليهم حتى يكونوا عظة لغيرهم من أصحاب النفوس المريضة. عموماً نشكر أجهزتنا التي أحبطت محاولة اليوناميد لعملية التهريب التي قاموا بها.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي