صلاح الدين عووضة

لا (المارشات) !!


*قبل سنوات لبيت دعوة سفير دولة غربية كبرى..

*ولست في حل من ذكر اسم دولة هذا الدبلوماسي لاعتبارات (دبلوماسية)..

*وتطرق الحديث إلى حزب الأمة الذي كنت أنتمي إليه..

*ومما قاله السفير عن رئيس هذا الحزب إنه (كثير التردد)..

*وتردده هذا هو الذي أضاع حزبه، وحكومته، والديمقراطية، والبلاد..

*والشيء ذاته ينطبق على رئيس أمريكا السابق أوباما..

*مع فارق مهم وهو أن أمريكا دولة مؤسسات ولا خوف عليها من (ضياع ديمقراطيتها)..

*فالرئيس يذهب ويأتي غيره، وتبقى (الديمقراطية)..

*ومساء الأول من أمس تابعت برنامجاً عن تردد أوباما على شاشة (الجزيرة)..

*عن تردده وضعفه وليونته إزاء قضايا تتطلب (الحسم)..

*وكمثال على ذلك (لحس) تهديده لنظام الأسد حال استعماله أسلحة كيماوية..

*فالأسد تجاوز خط أوباما الأحمر وهو لم يتجاوز خط تردده..

*وطفق- عوضاً عن ذلك- (يتكلم) و يعقد اجتماعاً إثر اجتماع والعالم كله ينتظر..

*حتى بوتين القوي- داعم الأسد- كان يضع يده على قلبه..

*ولكن أوباما لم يفعل سوى الذي فعله الصادق المهدي أواخر أيام حكمه الأخير..

*فقد وُضعت أمامه تقارير أمنية تفيد بقرب وقوع انقلاب..

*وأحد هذه التقارير من مبارك الفاضل بصفته وزيراً للداخلية وقتذاك..

*بل وأشارت التقارير إلى احتمال وقوع الانقلاب خلال أيام..

*وتماماً مثل أوباما لم يفعل المهدي شيئاً سوى أنه أخذ (يتكلم) ويعقد الاجتماعات..

*واليوم يحل المهدي على البلاد لحكمة لا يعلمها أحد..

*ومن قبل غادر البلاد لحكمة لا يعلمها أحد كذلك..

*وما بين هذه العودة- اليوم- وتلك التي أعقبت (تهتدون) سنوات من التردد..

*وسنوات من التآكل والتناقص والتشظي لحزب الأمة..

*وأكاد أجزم أنْ لو جرت انتخابات نزيهة- غير ذات (أصم)- لما فاز المهدي..

*وإن لم يفز المهدي فذلك يعني أن الحزب كله لن يفوز..

*ومما ألمح به إليّ السفير المذكور أن عدم وجود البديل (القوي) هو سبب (التردد)..

*تردد (جهات) ربما تود لو أن نظام الإنقاذ ذهب وجاء آخر..

*أو ربما (أذهبته)- غصباً- ولم تترك أمر ذهابه رهناً لتصاريف الأقدار..

*وكل هذا لا يمنعنا من الإشادة بالرئيس (الشرعي) السابق..

*الإشادة بخلقه وأدبه وفهمه وعلمه وتواضعه وإيمانه المطلق بالديمقراطية..

*وأنا أشهد على ذلكم بحكم قربي منه سنين عددا..

*وأشهد له- كذلك- بجلده في تحمل أذى غمز ولمز وهمز يمس شخصه..

*وأوباما بقى رئيساً شرعياً- إلى نهاية فترته- رغم تردده..

*فالشعب هناك هو الذي يقرر..

*لا (البيان الأول !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة