تحقيقات وتقارير

مركز صحي الوادي الأخضر.. انعدام الخدمات

بعد انتظار دأم قرابة السبعة أعوام افتتح مركز صحي الصحفيين بالوادي الأخضر كمركز مرجعي يحتوي على الكثير من التخصصات التي يحتاجها إنسان المنطقة بحضور وزير الصحة مأمون حميدة

ولكن تلك الفرحة لم تدم طويلاً، فسرعان ما ذهبت أدراج الريح وشهد المركز تدهوراً مريعاً في الخدمات بعد مضي عام واحد فقط على الافتتاح وتبدد حلم قرابة»12000» مواطن بقرى وأحياء الوادي الأخضر وعادت الخدمة الصحية بالمنطقة إلى المربع الأول وصار المركز مجرد مبنى خدمي دون خدمات وعاد المواطن يهاجر طلباً للاستشفاء إلى داخل المدينة.
مطلب شعبي
بعد النداءات المتكررة من مواطني الوادي الأخضر لوزارة الصحة بضرورة إنشاء مركز صحي بمنطقة تبعد عشرات الكيلو مترات من أقرب مرفق صحي بالحاج يوسف شرعت وزارة الصحة في بناء مركز صحي الصحفيين في العام الماضي والذي اكتمل بعد جهود ومتابعات مضنية من أهالي المنطقة.. خاصة أن المنطقة نائية وطرفية خالية من المرافق الصحية بل وصل الأمر بهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية سلمية احتجاجاً على التباطؤ في افتتاح المركز الصحي مرددين شعار (المركز الصحي مطلب شعبي).
أوضاع صحية متردية
وفقاً لحديث مواطنين لـ «الإنتباهة» فإن المنطقة تعيش أوضاعاً صحية متردية والمواطن يعاني بشدة من عدم توفر مستشفيات أو مراكز صحية منذ وصوله إلى المنطقة في العام 2009 وكان يلجأ إلى إسعاف مرضاه قاطعاً مايقارب”30″ كيلو متر وفشلت كل شكاويهم المتكررة للمسؤولين بافتتاح المركز ولم يهدأ لمواطن المنطقة بال ولم تستكين له عزيمة حتى قيام هذا المركز الصحي وبعد المناشدات المتكررة من قبل المواطنين وجه وزير الصحة مأمون حميدة بالعمل الفوري لإكمال النقص ومده بالمستلزمات الطبية ليكون مركزاً مرجعياً مشدداً على إدخال خدمة التأمين الصحي بالمركز.
ضعف رقابة
وأرجع الإعلامي عبد الناصر محمد حسين أحد سكان الوادي تدهور وتراجع الوضع الصحي بالمنطقة إلى عدم وجود رقابة ومتابعة سير الأداء بالمركز الصحي وقال لـ(الإنتباهة) إن الأداء المهني بعد الافتتاح صاحبه (الهرج والمرج) وطوابير عريضة من المرضى يصطفون يومياً من تخوم الوادي الأخضر طلباً للاستشفاء في ظل غياب متواصل للكوادر الطبية وعادت الخدمات الصحية إلى مربعها الأول (مركز صحي دون خدمات صحية) بعد مضي عام فقط من افتتاحه وأصبح مجرد مبنى يؤمن قوت العاملين بها، وهجره المواطنون بحثاً للعلاج بمشافي الحاج يوسف والخرطوم وبحسب إفادات لعاملات النظافة والصيدلاني أن الطبيب يتواجد فقط يومين في الأسبوع (الأحد والثلاثاء) كما أن طبيبة الأسنان لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن بحجة أن المركز لا يوجد به الكرسي الخاص بفحص وخلع الأسنان. ونناشد القائمين بأمر الصحة بضرورة مواصلة الجهود في تكملة نواقص أقسام المركز بدءاً من الكرسي الخاص بالفحص وخلع الأسنان وتكملة غرفة العمليات الصغيرة والقيصرية فحسب الوعود المركز في مضمونه مرجعي ومستشفى مصغر.
الصحة تبرر
مدير الرعاية الصحية الأولية بمحلية شرق النيل د. بابكر عبد الله بابكر ذكر في حديثه لـ(الإنتباهة) أن المراكز تنقسم إلى نوعين حزم ومرجعي وقد افتتح مركز صحي الوادي الاخضر باعتباره مرجعياً وتم تعيين ثلاثة أطباء عموميين, استقال اثنان ويعمل به طبيب واحد اليوم, وقال بابكر إن المراكز المرجعية يفترض توفير أربعة أطباء بها”باطنية ,أطفال, نساء وتوليد ,جلدية ” وأقر مدير الرعاية الصحية بنقص الخدمات في المركز, وقال حالياً يعمل بالمركز اختصاصية أطفال فقط تعمل اربعة ايام في الاسبوع . ونسبة لبعد المسافة يفضل أن يكون الطبيب من المنطقة او يقطن بالقرب منها تفادياً للهواجس التي تشكل عائقاً للاطباء مما دفعنا للقيام بعدد من المعالجات بداية بمخاطبة اللجان الشعبية لتوفير كادر طبي من ذات المنطقة ومن ثم تعيينه على الفور ولكن فشلت محاولاتنا لنتوجه بعد ذلك للوزارة والمعالجة الثالثة لجأنا إلى الخدمة الوطنية ولم نخرج بالمفيد .
تأخر طلبيات
وأرجع د. بابكر عدم توفر الأدوية إلى قيام شركة الدواء الدائر بالجرد السنوي الامر الذي ادى الى تاخر الطلبات كاشفاً عن إجراءات لتعيين اختصاصي نساء وتوليد في غضون الايام القادمة واكمال النقص في الجوانب الاخرى .مؤكدا اكتمال التيم العامل بالمركز المكون من اربعة فني تمريض وسستر بجانب تعيين فني تقني للاشعة وتوفير “كرسي الاسنان” .
نقص الأطباء
وشكا د. بابكر من نقص الاطباء في المحلية وقال كان بالمحلية (40) مركزاً حكومياً (20) منها لايوجد بها اطباء تعمل بالمساعدين الطبيين وبالتالي لاتتوفر بها خدمة التأمين الصحي وعزا نقص الكوادر في المحلية الى الهجرة لافتا الى تناقص عدد الاطباء من (89) الى (50) طبيباً وبشر ببعض التعديلات التي تصب في صالح الطبيب في المراكز الطرفية الفترة القادمة بزيادة حافز الريف الى (3) ملايين بجانب بعض البشريات . فيما كشف مدير الرعاية الصحية عن توفير مولد كهربائي للمركز لمعالجة الشكاوى المتكررة من قطوعات الكهرباء, مضيفاً ان مركز الوادي الاخضر لايوجد له مثيل في ولاية الخرطوم من حيث المعدات الطبية والاجهزة متعهداً بان الشهر القادم سيشهد إكمال النقص في المركز, كاشفاً عن نظام جديد بالمراكز يطلق عليه “الإحالة” عبر الهاتف توفر للمراكز والشفخانات خدمة تحديد الأماكن الشاغرة في المستشفيات الكبرى.

الانتباهة