صلاح الدين عووضة

قلنالكم!!

*ويمكن أن يكون العنوان (جالكم كلامي؟)..

*الكلام الذي قلناه عقب قرار رفع العقوبات الاقتصادية (عنا)..

*وأقول (عنا) نحن الشعب المسكين وليس الحكومة..

*فالحكومة لم تكن تهمها هذه العقوبات – إلا قليلا- بما أنها تعوض على حسابـ (نا)..

*تعوض كل الذي يُبقي لها ما يسمح بمعدل صرفها المعتاد..

*سواء على نفسها، أو (جيوشها)، أو أسفارها، أو مساوماتها، أو مهرجاناتها..

*فأكثر دول الدنيا إقامة للمهرجانات الغنائية هي بلادنا..

*وصحفي عربي كتب مستنكراً ميلنا هذا إلى الغناء مع ظروفنا (اللي زي الزفت)..

*وحكومتنا درجت على أن تقول (الزفت هذا سببه أمريكا)..

*ثم لا إجابة لها عن سؤال: وهل أمريكا فرضت عليكم أيضاً (80) وزيراً اتحادياً؟..

*وهل فرضت عليكم تخصيص (3) فارهات لكل وزير؟..

*وهل فرضت عليكم نثرية تسيير مليونية- تحت التصرف الشخصي- لكل وزير؟..

*وهل فرضت عليكم الفساد والإفساد و(المفسدين)؟..

*وهل فرضت عليكم (تطفيش) المستثمرين بالضرائب والرسوم والإتاوات؟..

*ثم هل فرضت عليكم- قبل ذلك وبعده- محاربتها دونما سبب؟..

*فهي لم تفعل لكم شيئاً- أصلاً- حين طفقتم تصيحون بشعار (أمريكا دنا عذابها)..

*والآن حين دنا قرارها صرختم (أمريكا دنت، حبابها)..

*واعترفتم- ضمنياً- أنها لم تكن تحاربكم بسبب (التوجه الإسلامي)..

*وإلا فإن دولاً أخرى- أصدق توجهاً- كانت أولى بهذه الحرب..

*المهم الذين يعنيهم عنواننا هذا هم من طاروا فرحاً بقرار الرفع الجزئي للعقوبات..

*وكتبنا كلمتين حينها عنوان إحداهما (لسه بدري على الفرح)..

*وقلنا في سياقها ما معناه (بلاش انفعال أهوج عندما نكره ، أو نحب)..

*فهذه شيم الدول- والشعوب – التي عقولها في قلوبها..

*فنحن لم نكن (عقلانيين) حين كرهنا أمريكا بالأمس بلا سبب..

*ولسنا (منطقيين) اليوم- كذلك- حين طفقنا نتغزل فيها بلا سبب ..

*فقرار رفع بعض العقوبات ليس سبباً لكل هذا الفرح الهستيري..

*فهو قرار محاط بحزام زمني- ورقابي- ناسف..

*وزمنه لم يأتي بعد، والرقابة لا ندري إن كنا سننجح في امتحانها أم نسقط؟..

*فطالبنا- من ثم – بعدم بيع الوهم للناس كيلا يُحبطوا..

*وبالفعل ثبت للمواطنين الآن أن الحال (ياهو نفس الحال)..

*والدولار أخذ في التصاعد مرة أخرى- أمام جنيهنا- بعد هبوط (وهمي)..

*ثم جاءت مصيبة حظر السودانيين من دخول أمريكا..

*جاءت فور (توهط) ترمب في البيت الأبيض وقد حذرنا منه قبلاً..

*وقلنا إن (أوراق امتحاننا) سوف يصححها ترمب هذا..

*فإذا به ممسك – منذ الآن- بـ(القلم الأحمر !!!).

صحيفة الصيحة