العالم الخفي.. أرواح وأشباح أولاد ماما.. تفاصيل عوالم مدهشة

طلبات “الجماعة” أنهكت زوج سهام المكلوم وأفقدته طعم السعادة والاستقرار

لهذا السبب (…) حاول بشير الحبشي فرض سطوته حتى لا تنزل الخواجية إنجيل على “سهام”

يعتبر “شاكر” أشرس أنواع الريح ومن قبيلة الزرق وينزل بشراسة وعدوانية

بعد أن أجهضت سهام جنينها والمتاعب التي واجهت زوجها في مسيرته العملية توصلت إلى قناعة بضرورة التعايش مع الريح الأحمر وتلبية طلباته حتى تمضي الأمور كما تشتهي، فقامت بفتح العلبة وعمل التشريفة، كما ذكرت في الحلقة الماضية فإن الست لولية طلبت مجموعة من الأشياء منها الرحط والحجل وفستان القطيفة الأحمر وتم تحديد يومي الأحد والاربعاء موعداً لنزولها، ولأن الريح الأحمر يتنزل في شكل جماعي لذا أطلقوا عليهم الجماعة، فما كان من الست لولية إلا أن تأتي بأبيها بشير لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل الطلبات الذي أنهك الزوج المكلوم الذي لم يتذوق طعم السعادة منذ أن تزوج.

كانت طلبات بشير لومي محصورة في الطربوش والجلابية الحمراء واختار يوم الأحد موعداً لنزوله تجهز فيه السفرة التي تحتوي على الزيتون والجبنة والحمام المشوي وبعض المياه الغازية والبيض المسلوق، هذا فضلاً عن قعدة الجبنة بكل مستلزماتها من فشار ومكسرات وحلويات، ولأن الريح يجر بعضه البعض تفاجأ الزوج بعوالم أخرى تخترق جسد زوجته في ذات يوم كان سهام مستحضرة فخاطبها الزوج على أساس أنها اللولية فكانت المفاجأة بأن من حضرت هي خواجية تدعي إنجيل والمصيبة في كون أن عوالم الريح الأحمر او الزار تغار من بعضها البعض، فإذا أبديت اهتمامك بلولية مثلاً تغار قميرية أو إينجل فتقوم بممارسة هوايتها في تعذيب المريضة وتتسبب في الصداع المزمن وشحتفة الروح إلى أن تلبى طلباتها .

أصيب الزوج المكلوم بحالة أشبه بالانهيار، ففي صباح كل يوم جديد تتوافد عوالم الريح الأحمر في جسد زوجته وتنهكه بالطلبات التي لا تتوقف.

الشاهد أن الخواجية انجيل هذه لم تكن كثيرة الطلبات، فهي حالة خاصة في عالم الريح اختارت يوم الأحد موعداً لنزولها، ولكن كانت المشكلة أن هذا اليوم خصص لبشير الحبشي مما جعل الزوجة تصاب بالمرض في ظل صراع الريح، فالكل يحاول أن يفرض سطوته ويؤكد وجوده، وكان الحل أن تعود المريضة الى شيخة الزار الحاجة نفيسة لحل هذه المعضلة، فكان هنالك حل توافقي بأن يحضر كل منهما في يوم الأحد مرتين في الشهر ومضى الأمر في هدوء وبدأت علاقة الزوج تتوطد بعالم الريح ويخاطبه دون خوف أو وجل، كان الريح عندما يتنزل في أيامه المخصصة يخبره بالمؤامرات التي تحاك ضده في موقع العمل، ويعمل على الانتقام من أعدائه، ولكن سرعان ما ينقلب عليه في أول نقاش يدور بينه وبين سهام.

تمكن الريح من جعل الزوج عجينة طرية في يد سهام وبات الريح هو الآمر الناهي وفرض سطوته على البيت وباتت سهام تعيش بشخصيات مختلفة وتناقضات غريبة تارة تجدها ودودة حنينة، عندما تتنزل فيها اللولية وتارة أخرى شرسة عدوانية عندما يحضر بشير، وكانت الطامة الكبرى عندما تنزل فيها شاكر مانزوي وهو أشرس أنواع الريح كما بينا في السابق وينتمي إلى قبيلة الزرق.

نزول شاكر حول حياة الزوج الى جحيم فهو شرس حاقد لا تجدي معه لغة الحوار والنقاش ويستخدم العنف دائماً وعادة ما يضرب الزوج بلا رحمة تصل إلى مرحلة إشهار السكين في وجهه، وعندما تعود سهام إلى وعيها وتعلم ما بدر منها تجهش بالبكاء لأن ما يحدث منها من تصرفات وسلوكيات معادية ليست بإرادتها.

حاول الزوج أن يجد مخرجاً لهذه الأزمة، فقد تعطلت حياته تماماً وتأذى من وجود الريح في حياته، وصار غريباً في بيته وعبدًا لزوجته وصلت به مرحلة يقوم بكل الواجبات المنزلية من غسل وطبخ بأمر الريح وإذا نطق بكلمة واحدة يكون العقاب عسيراً.

ذات ليلة شتوية باردة احتد مع سهام، كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة فحضر شاكر مانزوي لدرجة تغيرت فيها ملامح سهام فأصيب الزوج بالرعب وخرج من الغرفة إلى الحوش فاغلقت شاكر باب الغرفة ونام الزوج تحت زمهرير البرد دون غطاء يدفِّئ جسده المنهك.

وشاكر هذا عاشق للطعام ولا يقبل إلا بالطيب يعشق الدجاج المشوي والشية والمرارة، والفول ليس من أولوياته. كان الزوج يحضر كل هذه الأطعمة بصورة يومية امتلأ بالديون لرضا هذه العوالم، وفي كل يوم يرضي أحدهم تتضاعف الطلبات حتى وصلت مرحلة كره فيها الزوج زوجته سهام وفكر في طلاقها ليخلص من هذه المصيبة.

وفي ذات يوم احتد معها ودون أن يدري رمى عليها يمين الطلاق، فكانت المفاجأة بأن حضرت لولية وخاطبته بلهجة صارمة تطلقني أنا يا بوابي أنا عملت ليك شنو دا كلو من شاكر فاتضح أن لولية عشقته حتي الثمالة غير أن شاكر أيد فكرة الطلاق باعتبار أنه عاشق للزوجة وأن الزوج يمثل غريماً له .

كانت مودة البالغة من العمر 23 صاحبة جمال فاتن تأسر القلوب من الوهلة الأولى، ولعل قصتها تكون عبرة لكل فتاة تحاول أن تتبرج لتبرز مفاتنها، نعم مودة كانت تتعمد أن تظهر مفاتنها حتى تحظى بتعليقات الشباب واهتمام الجميع، كانت تشارك في كورس كيفية التعامل مع الكمبيوتر وفي طريق عودتها في العصارى كانت تشتم عطراً باريسياً لا مثيل له ثم تشعر أن هنالك أحداً يتتبع خطواتها وعندما تلتفت إلى الوراء لا ترى أحداً واستمر هذا الحال لعدة أيام.

بعد عودتها المعتادة من الكورس شعرت مودة بالتعب والإرهاق، ولكنها تفاجأت بذات الرائحة الباريسية تعبق أرجاء غرفتها، وبدأت تشعر كأن شخصاً معها داخل الغرفة بعد برهة رن هاتفها الجوال مكالمة من صديقتها تخبرها أن جهاز الكمبيوتر الخاص بها حدث فيه عطب في الويندوز، وتطالبها بأن تحمل الأسطوانة وتأتي إليها على وجه السرعة.

أمسكت مودة بالكيبود توطئة لبرمجة الجهاز الخاص بصديقتها ولكنها مجرد أن وضعت أصابعها على الكيبورد شعرت بشيء يسري في دواخلها وكأن أناملها اشتعلت ناراً ومنذ ذلك اليوم تبدل حالها تماماً وتحولت إلى شخصية منطوية ومعزولة عن المجتمع.

شعر عمها أن هنالك شيئًا غريباً قد طرأ على بنت أخيه فقرر أن يضع يده على رأسها ويقرأ شيئاً من القرآن فأصيبت يده بالشلل، فأدرك العم أنهم أمام مارد خطير

فاتصل بأحد المشعوذين فأخبرهم بأن مودة ممسوسة من جني فرنسي عاشق، والحل الوحيد أن تعمل لها كل طقوس الزواج حتى تبدو كالعروس لإرضاء الجني وأثناء نقش الحناء قطعت الكهرباء، كان الصيف قائظاً ولكن المفاجأة أن مروحة السقف كانت تعمل بكفاءة عالية رقم انقطاع التيار الكهربائي.

حياة موعدة مرت بالكثير من القصص والحكايات التي لا يستوعبها العقل، ذات يوم طلبت من خطيبها خاتما بمواصفات معينة باهظ الثمن ولم يملك الخطيب إلا مبلغاً بسيطاً وشرح لها وضعه وعدم قدرته على شرائه إلا أن لمودة رأياً آخر أخبرته بأن يذهب إلى منطقة معينة سيأتي رجل أشقر وسيعطه الخاتم ومهمته أن يسلمه المبلغ الذي في جيبه دون أن يتحدث معه ذهب خطيبها وهو يعد ذلك ضرباً من الوهم وبعد ثلاث دقائق من الانتظار حضر الشخص المرتقب وسلمه الخاتم في حالة من الذهول.

ومن المواقف الغريبة التي حدثت بعد زواج مودة طلبت ثوباً أحمر بمواصفات معينة من صاحب أحد البوتيكات بسوق مدني غير أن صاحب البوتيك أخبرها أن المحل لا يوجد فيه ثوب بالمواصفات التي ذكرتها فكانت المفاجأة أن أخبرته أن يذهب إلى المخزن سيجد الثوب، ذهب صاحب البوتيك وبالفعل وجد الثوب. كان الثوب ضمن باقي البضاعة التالفة جاء عن طريق الخطأ من دبي فأصيب صاحب المحل بحاحة من الوجوم ورفض استلام أي مبلغ بل أهداها الثوب.

يقول الشيخ بشرى أحد المعالجين المعروفين إن للريح الاحمر قدرة فائقة على الاتصال مع القرين وكشف الكثير من الأسرار الغائبة عن المرء، فالجن بطبيعة الحال لا يعلم الغيب ولكن يعلم تفاصيل أحداث حدثت ولم يكن للمرء علم بها ومن هنا تأتي الخطورة بأن يصدق المرء كل هذه التفاصيل ويؤمن بها وتترسخ في قناعاته. ويشير الشيخ بشرى أن الريح يؤثر في قليلي الإيمان وهو يمثل أزمة اجتماعية كبرى واقتصادية، وحذر الشيخ بشرى من استخدام البخور الخاص بالريح الأحمر لأن إطلاق هذا البخور بمثابة استدعاء لآخرين يمكن أن يأتوا في جماعات وإذا قدر لأي امرأة أصيبت بالريح الأحمر لابد من تلاوة القرآن في البيت والالتزام بالتحصينات الشرعية وعدم مجارات الريح فيما يطلبه، كل هذه الأمور تضعفه وتصيبه بالهزال، ولكن الانصياع له يمكنه بصورة أكبر ويمكن له أن يقتل الزوج ويسيطر على بيته وأولاده.

حكايات يرويها: معاوية السقا
صحيفة الصيحة

Exit mobile version