صلاح حبيب

“ترمب” والدبلوماسية السودانية!!


تأسفت وزارة الخارجية السودانية لقرار الرئيس الأمريكي “ترمب” بتقييد دخول السودانيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضمن منسوبي سبع دول أخرى، وتم تطبيق القرار أمس الأول، وأعلنت الخطوط القطرية للسودانيين المتجهين إلى الولايات الأمريكية بأن قراراً قد صدر بمنع دخولهم إلى أمريكا، وتتطلب عودتهم إلى بلادهم، أي إلى السودان، وربما عادوا من قطر التي وصلوها أمس الأول،

الرئيس “ترمب” يتخوف من رعايا الدول الإسلامية، ومن بينهم السودان، ظناً منه أن هؤلاء ممن يقومون بعمليات الإرهاب في بلاده أو الدول الأخرى، ولكن “ترمب” حتى الآن لم يختبر رعايا تلك الدول والذين يحملون الجواز الأمريكي أو الموجودين هناك، ولم يتسلموا الجواز بعد، لذا فعلى الدبلوماسية السودانية أن تستخدم الحكمة والدبلوماسية الناعمة مع الرئيس الجديد لأمريكا، لأن عمليات الاستهداف للسودان أن كانت من خلال هذا القرار أو قرارات أخرى ربما يصدرها “ترمب” على السودان، وهنا تتجلى الحكمة والدبلوماسية السودانية التي ساقت عملية التفاوض مع الأمريكان فترة من الزمن وبمقدورها أن تتحلى بالصبر إلى أن تنتهي الفترة الزمنية التي حددها الرئيس الأمريكي، وهي فترة بسيطة مقارنة مع العشرين عاماً، التي عاشتها الحكومة والشعب السوداني نتيجة للحصار الاقتصادي الذي فرض عليه طوال تلك المدة، وإذا قارنا عدد المواطنين السودانيين الحاملين للجواز الأمريكي، وتم منعهم من الدخول أو قيِّدت حركتهم نجدهم قلة فليصبروا فترة التسعين يوماً، التي يجري فيها تقييم الموقف من جانب “ترمب” وتعامل الدبلوماسية بهدوء إلى أن تنجلي المعركة من أجل الوطن والمواطن والتثبت الحكومة والخارجية أنها قدر التحدي وما مضى ليس أكثر مما هو قادم، ولكن يبدو أن الرئيس الأمريكي قادم وما زالت تعشعش في ذهنه عمليات الإرهاب المتهم بها أبناء الشرق الأوسط، ولماذا لا ينظر “ترمب” إلى الإرهاب الذي يمارس داخل الولايات المتحدة؟، لماذا لا يحد من عمليات القتل التي تتم لمواطنين أبرياء في دولته؟. أين القانون الأمريكي من عمليات الإرهاب الموجودة؟. هل كل عمليات الإرهاب تأتي من الدول الإسلامية أو العربية ألم يشاهد الجريمة وعملية الخطف والتعدي على حقوق المواطنين عنده.

إن القرار الذي أصدره “ترمب” ضد رعايا تلك الدول لم يكن موفقاً من رئيس الدولة الأولى في العالم والتي تتحكم في مصير الشعوب، لماذا لا ينتظر قليلاً حتى يثبت له هؤلاء عكس ما يضمره من شر لهم؟. وإذا كان هذا أول القرارات الصادمة لتلك الدول المعنية فربما هناك قرارات أخرى يحاول أن يطبقها عليهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل كل الجهات المعنية في أمريكا ستكون راضية بتلك القرارات أم أن هناك جهات سوف تتصدى له؟. وهل أهل القانون سيكتفون أيديهم أم سيردون الحقوق إلى أهلها، خاصة وأن الممنوعين من الدخول يحملون جوازات أمريكية والقانون الأمريكي يعطيهم الحق بالتمتع بما حصلوا عليه ما يعنينا من هذا القرار أن يكون التعامل معه من الجهات المسؤولة بالحكمة والدبلوماسية إلى أن يتحقق للسودان ما يريد بدلاً من التهور والتشنج.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي