اليد !!!
*قصة رعب مخيفة جداً عنوانها (اليد)..
*يد فقط – دون جسد- هي بطلة القصة التي أعجبت هتشكوك..
*وهتشكوك ما كان يعجبه من قصص الرعب إلا ما يقف لها شعر الرأس..
*وشعر رأسه هو ذاته كان يقف رعباً من أفلام رعبه..
*والآن يد مثل هذه هي التي تسببت في فضيحة منتخبنا المدرسي بقطر..
*فقد هزمتنا البرازيل (3) وروسيا (5) والكويت (11)..
*نعم (11) وليس هنالك أي خطأ فني- أو مطبعي – في هذا الرقم الكارثي..
*وما ذاك إلا لأن (يداً) أزاحت منتخب البطولة السابقة..
*منتخب مدرسة محمد عبد الله موسى- بمدني- الذي أحرز كأسها عن جدارة..
*وأظهرتهم الكاميرات يبكون من شدة الغيرة على الوطن..
*ثم تدخلت (اليد) لتختار لمنتخب بطولة هذا العام (أولاد ذوات) من الطلاب..
*اختارتهم لأغراض (سياحية) لا صلة لها بكرة القدم..
*فقط ليسافروا ويتفسحوا ويفرفشوا ويبتهجوا ويتسوقوا و(يغيِّروا جو)..
*وأدخلت اليد الرعب في نفوس أعضاء جاليتنا بقطر..
*بل في نفوس السودانيين جميعاً وهم يتابعون – بحسرة – خبر فضيحة إثر أخرى..
*فقط (اليد) هي التي شذَّت عن الشعور الجماعي بالفاجعة..
*وشذَّت حتى عن شعور هتشكوك نفسه بالرعب عند مشاهدة أفلامه المرعبة..
*فهي لا ترتعب، ولا تحس، ولا تشعر، ولا تبالي..
*أو ترتعب في حالة واحدة وحسب؛ أن يفلت من بين أصابعها ما تحرص عليه..
*ولهذا تتدخل حين ترى أن الأمور تسير في غير صالحها..
* تسير في اتجاه ما يسعد الناس، ويفرحهم، ويرضيهم، ويفتح أمامهم أبواب الأمل..
*ومن أبواب هذا الأمل التي فتحت أمامهم مخرجات الحوار..
*وتفاءل الناس ببوادر لتغيير (سلس) ينقلهم نحو الأحسن دونما عنف يتأذى منه الجميع..
*وتفاءل به كاتب هذه السطور- أيضاً – على غير عادته..
*وكاد- من شدة تفاؤله – أن يقلِّد اليد وسام (الشجاعة الوطنية) من الدرجة الأولى..
*فالأنظمة التي تجئ عبر القوة (تجبن) دوماً من التغيير الذاتي..
*ولكن (اليد) تدخلت لتحيل ثوب المخرجات إلى (الترزية)..
*وأعملت بدرية مقصها فيه بفن تجيده منذ أيام (مايو) لتُزيل عنه كل زوائد الانفتاح..
*وتفصِّله على مقاس (اليد) لتعيد الأمور سيرتها الأولى..
*وقبل أيام تدخلت اليد لتجهض أحلام الشعب في تغيير لصالح العدالة..
*ونعني بذلك (فصل) منصب النائب العام عن وزارة العدل..
*وفوجئ الناس بأن أحمد لم (ينفصل) عن حاج أحمد إلا بالمخصصات..
*وكانت هزيمة لأحلام للناس بواقع (11- صفر) !!!
صحيفة الصيحة