كله (أسود) !!!
*ما علاقة الاتفاقيات النفطية بالباذنجان؟..
*ليس ثمة علاقة بالطبع ولكن السبب يعود إلى اسم الدولة التي سنتفق معها..
*نتفق معها على أن تساعدنا في مجال النفط وصناعاته..
*أو ما تبقى من نفطنا عقب انفصال الجنوب، وما هو قادم من رحم الأشواق..
*واسم الدولة هو أذربيجان وقرأته- على عجل- (باذنجان)..
*وحسب علم النفس فإن مثل هذه القراءات المتعجلة للعقل لا تأتي من فراغ..
*قراءات مصدرها الحواس السمعية والبصرية..
*فهي في طريقها إلى العقل – بغرض قراءتها – قد تضللها مشاعر آنية غالبة..
*فكلمة المول- مثلاً- قد تصير الموت لدى المريض الخائف..
*وقمر السماء قد يصير قمر الأرض لعاشق محبوبته تحمل الاسم نفسه..
*وأذربيجان قد تصير الباذنجان لمشتهي (الأسود) مثلي..
*وفي حوار أجرته معي صحافية سألتني عن أكلتي المفضلة فقلت (سلطة الأسود)..
*وحين نظرت إلي بدهشة أضفت للتأكيد (نعم الباذنجان)..
*وكنت أتشهى هذه (السَلطة) لحظة قراءتي خبراً عن مشروع اتفاق مع أذربيجان..
*وعجزت – للحظات- عن فهم مغزى الاتفاق..
*ومن قبل عجزت عن فهم مغزى عبارة (سلم لي ع الباذنجان) في الأفلام المصرية..
*واستمر العجز عن الفهم حتى بعد انتباهي إلى اسم الدولة..
*وأحد أسباب هذه (البلادة) أننا كنا نتجه بأنظارنا- ترقباً- لجهة الغرب لا الشرق..
*فقد بُشرنا بأن نتوقع (هاي) أمريكا ، و(باي) الصين..
*بل وذُكر لنا اسم شركة شيفرون الأمريكية – تحديداً- بعد الرفع الجزئي للعقوبات..
*وثاني الأسباب أن اتفاقيات الشرق يلفها الغموض دوماً..
*فمعظم حكوماته لا تحب الشفافية في كل شيء ، داخلياً وخارجياً و(اقتصادياً)..
*وأحياناً قد يصاحب انعدام الشفافية هذا الفشل..
*أو فلنقل الغموض إلى حد أن يبدو فشلاً أمام الشعوب المستهدفة باتفاقياتها..
*وكمثال على ذلك اتفاق (الذهب) مع شركة سيبيريان..
*فليس معلوماً لنا- حتى الآن-هل ذهبت الشركة ؟ أم ذهب الاتفاق؟ أم ذهب الذهب؟..
*وثالث الأسباب أننا (الصيف ضيعنا لبن النفط)..
*ولا أعني النفط ذاته الذي ذهب بذهاب الجنوب وإنما عائداته لسنوات عديدة..
*فقد أضعناه في الكماليات والمظهريات و(الترضيات)..
*وأضعنا – في سبيل ذلك- زراعاتنا وصناعاتنا وطائراتنا وقطاراتنا وباخراتنا..
*لم نتحسب ليوم (أسود)- اقتصادياً- قد يقع فيه الانفصال..
*رغم إن كل الدلائل كانت تشير إلى ذلك منذ أحداث (الاثنين الأسود)..
*ولم أتحسب أنا لطول (انفصالي) عن سلطة (الأسود)..
*فكان أن (أضعت) أفكاراً من شأنها أن (تغنيني) ليومي هذا..
*بدلاً من قراءة الاسم (باذنجان !!!).
صحيفة الصيحة