صلاح الدين عووضة

كله (أسود) !!!


*ما علاقة الاتفاقيات النفطية بالباذنجان؟..

*ليس ثمة علاقة بالطبع ولكن السبب يعود إلى اسم الدولة التي سنتفق معها..

*نتفق معها على أن تساعدنا في مجال النفط وصناعاته..

*أو ما تبقى من نفطنا عقب انفصال الجنوب، وما هو قادم من رحم الأشواق..

*واسم الدولة هو أذربيجان وقرأته- على عجل- (باذنجان)..

*وحسب علم النفس فإن مثل هذه القراءات المتعجلة للعقل لا تأتي من فراغ..

*قراءات مصدرها الحواس السمعية والبصرية..

*فهي في طريقها إلى العقل – بغرض قراءتها – قد تضللها مشاعر آنية غالبة..

*فكلمة المول- مثلاً- قد تصير الموت لدى المريض الخائف..

*وقمر السماء قد يصير قمر الأرض لعاشق محبوبته تحمل الاسم نفسه..

*وأذربيجان قد تصير الباذنجان لمشتهي (الأسود) مثلي..

*وفي حوار أجرته معي صحافية سألتني عن أكلتي المفضلة فقلت (سلطة الأسود)..

*وحين نظرت إلي بدهشة أضفت للتأكيد (نعم الباذنجان)..

*وكنت أتشهى هذه (السَلطة) لحظة قراءتي خبراً عن مشروع اتفاق مع أذربيجان..

*وعجزت – للحظات- عن فهم مغزى الاتفاق..

*ومن قبل عجزت عن فهم مغزى عبارة (سلم لي ع الباذنجان) في الأفلام المصرية..

*واستمر العجز عن الفهم حتى بعد انتباهي إلى اسم الدولة..

*وأحد أسباب هذه (البلادة) أننا كنا نتجه بأنظارنا- ترقباً- لجهة الغرب لا الشرق..

*فقد بُشرنا بأن نتوقع (هاي) أمريكا ، و(باي) الصين..

*بل وذُكر لنا اسم شركة شيفرون الأمريكية – تحديداً- بعد الرفع الجزئي للعقوبات..

*وثاني الأسباب أن اتفاقيات الشرق يلفها الغموض دوماً..

*فمعظم حكوماته لا تحب الشفافية في كل شيء ، داخلياً وخارجياً و(اقتصادياً)..

*وأحياناً قد يصاحب انعدام الشفافية هذا الفشل..

*أو فلنقل الغموض إلى حد أن يبدو فشلاً أمام الشعوب المستهدفة باتفاقياتها..

*وكمثال على ذلك اتفاق (الذهب) مع شركة سيبيريان..

*فليس معلوماً لنا- حتى الآن-هل ذهبت الشركة ؟ أم ذهب الاتفاق؟ أم ذهب الذهب؟..

*وثالث الأسباب أننا (الصيف ضيعنا لبن النفط)..

*ولا أعني النفط ذاته الذي ذهب بذهاب الجنوب وإنما عائداته لسنوات عديدة..

*فقد أضعناه في الكماليات والمظهريات و(الترضيات)..

*وأضعنا – في سبيل ذلك- زراعاتنا وصناعاتنا وطائراتنا وقطاراتنا وباخراتنا..

*لم نتحسب ليوم (أسود)- اقتصادياً- قد يقع فيه الانفصال..

*رغم إن كل الدلائل كانت تشير إلى ذلك منذ أحداث (الاثنين الأسود)..

*ولم أتحسب أنا لطول (انفصالي) عن سلطة (الأسود)..

*فكان أن (أضعت) أفكاراً من شأنها أن (تغنيني) ليومي هذا..

*بدلاً من قراءة الاسم (باذنجان !!!).

صحيفة الصيحة