مابعد الحريق
عِش عَزيزاً أَو مُت وأَنت كَريم
بين طَعنِ القنا وخفقِ البنود
فَاطلبِ العِزَّ في لظَى ودَعِ الذُّل
ولَو كانَ في جِنانِ الخلودِ
يقتل العاجِزُ الجبَانُ وقد
يعجزُ عَن قطعِ بُخنُقِ المولودِ
(المتنبئ)
* في كل مكان في الأرض هنالك أناس يجهدون أنفسهم للضغط على الآخرين ، يشعلون فتيلة التوتر ، ويجيدون حياكة المكائد ،يعزفون على وتر الحياة موسيقى الموت ، يُلبسون الحقيقة سترة الزيف ،ويعلقون على صدر الفرح قلادة البؤس ،بينما يرتشفون شراب الغدر بكأس ثلجي المذاق والملمس …
* قد يساهم الواقع بما فيه من مشاهد قاسية وبشر يعانون تشوها ً وجدانياً في نثر السلبيات وطمس الإيجابيات ، وتحويل حياتنا الى خطوات لا منتهية من اليأس ، والذي بدوره قد يغرقنا في بركة من الاكتئاب ومن ثم الدخول الى عالم من الظلام الدامس، كل زواياه تعج بالخوف والألم ، والخروج منه يتطلب إيماناً عميقاً منا بأنه ثمة ضوء خلف تلك الستائر السوداء …
* كل المشاهد التي تعبر من خلالنا ونحن نخطو في دروب الحياة المتفرقة ، تزرع في أرواحنا الكثير من الأحاسيس المتناقضة ، والتي قد تزيد من درجة إيماننا بذاتنا أو وأد الذي بدأ يستطيل من تفاصيل جميلة وخلاقة ، لذا علينا أن نحسن إختيار الفيلم الذي نود مشاهدته بعناية فائقة حتى لا نقع في الفخ ، فقط علينا أن نؤمن بأن الحياة حبلى بكل ماهو مدهش ،وأننا قادرون على الإنسجام مع مزاجية الحياة ، وأنه وبكل بساطة يمكن تبديد تلك الغيوم السوداء بفنجان من القهوة وقطعة سكر وشخص نثق به …
يقول الدكتور مصطفى حجازي :
إذا أصابني سوء أو فشل أو تعثر فليس بسبب قلة حيلة وتدبير، أو جهد، بل لنتيجة حسد الآخرين الذي يتربصون بي ويريدون تحطيمي أو بقائي في موقع الفشل والمعاناة…
قصاصة أخيرة
لا يأس مع الحياة
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة)