آمنة الفضل

صراع الأجيال


* الصراع مابين الأجيال صراع أزلي يظل على إمتدا أعمارنا ولا فكاك من ذلك النقاش الذي لاينتهي بينها والمشحون بالمفارقات ، وليس من المنطقي أن نحاسب أجيال اليوم على تفاصيل الأمس ، وليتنا ندرك أن لكل زمان طقوس تختلف عن الذي سبقه وأن هذا الإختلاف هو سر صمود الحياة وقتل الرتابة ، فلولا تباين تفاصيل الأجيال لما إستطعنا أن نحتمل ما أوتينا من سنين .

* تختلف نظرة الأجيال السابقة لأجيال اليوم ، فمنهم من ينعتهم بالسطحية في كل ضروب الحياة من تعليم وثقافة وحتى على الجوانب الحسية والوجدانية ، وهنالك من ينتقد أزيائهم وموسيقاهم التي يطربون بها ، حتى عباراتهم التي يدرجونها بكل عفوية في حواراتهم الجادة والمرحة غير مكترثين لتعقيب أو تحذير من أحد..

* علينا أن ندرك أن لكل جيل طقوس خاصة به، تتناسب مع متطلبات زمانه الذي يقبع فيه ، وأن الصور التي تتزاحم على ألبوم الحياة لم يتم إلتقاطها بذات العدسة لذا تتبدل ملامحها على إمتداد السنين ،فعادات اليوم كانت مستحيلاً بالأمس ، وقد تصبح مستحيلات اليوم هي عادات الغد ، وحتماً تبقى عجلة الحياة في دوران دائم غير آبهة لما يعترينا من دهشة أو إستياء أو نكران لبعض المماراسات التي تتناقض مع الذوق العام في الأزمنه الغابرة أو الراهنة ..

* حينما تخبرك إحداهن بأنه قمة الاضطهاد أن تمنع الفتاة من تعاطي التبغ كما الرجل تماما في كل زمان ومكان فتشعر بالدهشة من حديثها فعليك أن تدرك أنك وسط جيل تفصلك عنه مائة سنه ضوئية …وفي تلك اللحظة يتوارد الي الذاكرة كلمات( راؤول أورتيس) و التي تحاكي تذمر أجيال اليوم حين قال :
التاريخ الذي درسوه لنا خاطئ .. خاطئة هي المعتقدات الإقتصادية التي طبعوها في أذهاننا .. خاطئة هي وجهات النظر التي يقدمونها لنا .. والمعضلات السياسية كذلك غير صحيحة .. هي الحريات التي تضمنها لنا النصوص العودة للواقع .. هي الضرورة التي لا محيد عن وقوعها. …

قصاصة أخيرة

مابين جيل وآخر عوالم من الإختلاف

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )