خروج عدد من العاملين في سوق الكتب للركود
ظلت الزيادات التي طالت شتى مناحي الحياة بمختلف انواعها وأشكالها وارهقت مضاجع المواطنين وألقت بظلالها القاتمة على حياتهم، واضحت عبئاً ثقيلاً وهاجساً يُؤرِّقهم ويقلق منامهم جراء الارتفاعات المُستمرة بكل أصناف السلع بما فيها سلعة الكتب وهي الأخرى لم تسلم من الغبار الذي حام حولها لعزوف القراء وعدم الاقتراب من السلعة (الكتب).
يهدد الركود الذي تشهده معظم أسواق الكتب والمكتبات الأدبية والثقافية بخروج عدد مقدر من العاملين بالمجال.
وكشفت متابعة قامت بها (التيار) نهار أمس بعدد من المكتبات لاحظت خلالها مدى الركود الذي طال سوق الكتب، وشكا عدد من أصحاب المكتبات من الانهيار الذي أصاب سوق الكتب في مقتل مع ارتفاع أسعار إيجارات المحلات والمنصرفات.
وأشار صاحب مكتبة الأيام الى تراجع حجم المبيعات بصورة لافتة وبشكلٍ لا يُمكن وصفه، وحذر من استمرار الوضع على هذه الوتيرة والذي من شأنه ان يدفع بالعاملين في هذا المضمار من الخروج والبحث عن مصادر دخل أخرى.
ويقول إن متوسط حجم المبيعات من السلعة (الكتب) لا يتعدى (4) كتب بالرغم من توفر كتب بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع، موضحاً لدينا كتب تتراوح أسعارها ما بين ( 15-50) جنيهاً، ولكننا لا نحقق أيّة إيرادات مُجزية (هوامش ربح قليلة) الأمر الذي لا يشجع على الاستمرار في العمل.
وأرجع رواد المكتبات عزوفهم من الإقبال على الكتب بالإضافة للقراءة والإطلاع للوضع الاقتصادي المُزري.
ويقول: المواطن جلال الدين إبراهيم لديه أولويات أخرى جعلته يسقط الكماليات من حسابه، وأضاف أنّ سعر (الرقيفتين) بواحد جنيه وكيلو السكر (14) جنيهاً كيف يتسنى لنا شراء كتاب او مجلة باعتبارها من الأشياء الثانوية، وتوقّع مزيداً من التردي في المجال الثقافي والأدبي في ظل الأوضاع الاقتصادية المريعة التي يعيشه السودان، بيد أنه أعرب عن أمله في أن ينصلح الحال.
الخرطوم: سهام النور
صحيفة التيار