صلاح الدين عووضة

الجمهور (المقدس)!!

*نفسي أعرف من هم هؤلاء الجمهور..

*وأعني جمهور علماء الدين، لا جمهور كرة القدم..

*فجمهور الرياضة معروفة أماكنهم وتجدهم في الملاعب إن أردتهم..

*أما جمهور العلماء فقد لا تجد-إن وجدت-إلا قبورهم..

*كلهم ماتوا (من زمان)- عليهم الرحمة – ولا جمهور بعدهم..

*أو هكذا يريد أن يُوقر في صدورنا من يسعون إلى احتكار الدين الآن..

*ومن ثم فالمطلوب منا – جمهور العوام- أن (نُميت) عقولنا..

*نُميتها- كموت الجمهور- رغم إن الله يحثنا على (إحيائها)، تفكراُ وتدبراً وتأملاً..

*وأن نكتفي فقط بالسمع والطاعة و(القداسة)..

*يريدون منا تقديس علماء الجمهور رغم إنه لا قداسة حتى للرسل والأنبياء.

*فهم بشر مثلنا (يخطئون) ويأكلون الطعام ويمشون في الأسواق..

*ودلالة أخطائهم عتاب رب العزة لنفر منهم، عليهم السلام..

*عاتب آدم ونوحاً وإبراهيم وذا النون ونبينا المصطفى عليه أفضل صلاة وتسليم..

*والمجال لا يتسع لذكر أوجه هذا العتاب الموثق في القرءان..

*وحين كتبنا قبل أيام عن قصة نبي الله يوسف مع امرأة العزيز سمعنا قولاً عجبا..

*سمعنا قولاً منسوباً بعضه إلى هذا أو ذاك من (الجمهور)..

*ونحن نعرف أصلاً قول هذا الجمهور ولسنا بحاجة إلى تذكيرنا إياه..

*ولكن منه ما لا يتسق مع العقل والمنطق و(القرءان)..

*فإن سلمنا- مثلاً-أنه هم بها ليضربها فإننا نجعل القرءان يناقض بعضه بعضا..

*فما معنى قوله تعالى- إذاً- (لولا أن رأى برهان ربه)..

*فعظمة يوسف هنا أنه اجتهد- ببشريته- في مغالبة شهوة النفس فساعده الله..

*وسبب كلمتنا اليوم الجدل الدائر عن زواج المرأة..

*فكل الذين هاجموا رأي الترابي استنجدوا بجمهور هو الآن (بين يدي الله)..

*مع أن من العقل والمنطق والدين أن تزوج المرأة نفسها..

*أن تكون موجودة بنفسها لتوقع على أخطر وثيقة شراكة في حياتها..

*أو أن يوقع وليها بوجودها هي دلالة على الموافقة..

*وكنت أشرت- قبل فترة- إلى قصة حقيقية تحت عنوان ( أبو أحمد)..

*وخلاصتها يمكن تشبيهها بحكمة شهيرة..

*الحكمة القائلة: يمكنك إجبار الحصان على الذهاب إلى النهر غصبا..

*ولكنك لن تستطيع إجباره على أن يشرب منه..

*وهذا ما حدث للفتاة التي أُضطر زوجها إلى تطليقها لتقترن بـ(أبي أحمد)..

*وبين يدي الآن قصة مشابهة (في انتظار الطلاق)..

*فقد (أظهرت) الفتاة الموافقة- حتى لحظة الزفاف- و(أضمرت) الرفض..

*فبالله عليكم هل مثل هذه (الإشكالات) تحتاج إلى جمهور؟..

*دعوا البنات يزوجن أنفسهن بحضور ولي..

*ودعونا نحن من (تقديس الجمهور !!!).

صحيفة الصيحة