يسمع العالم بتوني بوزان، ويراه في المؤتمرات والفعاليات الدولية المختلفة، ويحس به من خلال أفكاره وكتبه المنتشرة والمترجمة حول العالم لأكثر من ثلاثين لغة.
انتشار أفكار ودراسات بوزان وتدريبها على مستوى واسع في بقاع الدنيا جعل العديد من الشباب يحلمون بلقاء هذا العالم والحديث معه والاستفادة منه، أن تلتقي برجل عمره خمسة وسبعين عاماُ، ولو لدقيقة واحدة يعني هذا نقل خبرات متراكمة هائلة، فما بالكم إن كانت في نطاق التفكير والعقل؟
سمع الشاب البشير عبدالرحيم طالب الهندسة بجامعة الزعيم الأزهري بحضور بروفيسور توني بوزان للسودان، وللبشير حلم قديم يداعب خياله، عاش سنوات في انتظار تحقيقه، فهو كان يتمنى أن يقابل هذا العالم ويتحدث معه ويسأله؛ خاصة وأنه من وقت طويل يستخدم الخرائط الذهنية في مذاكرته وفي تخطيطه لمستقبله، وما من مرة استخدمها إلاّ وكان معدلّه في النتيجة النهائية أكثر من خمس وتسعين بالمائة، بل وبدأ مشروعاً يتعلق بها سيكون حدثاً كبيراً، كان يخبر كل من يقابله ويسأله بإنّه نعم يستخدم طريقة لعالم بريطاني، سيقابله في يوم من الأيام، وهو على يقين بذلك بين ردود البعض السلبية واستهتار الآخرين، وحين حانت الفرصة لم ييأس حين علم الطالب المجتهد بأن تذكرة حضور مؤتمر الإبداع والابتكار باستخدام الخرائط الذهنية لتوني بوزان تساوي ثلاثة ألف جنيه، فالأمل موجود، لتستهويني قصة البشير واستمع له بنفسي قائلاً إنّه كان كل صباح تصادفه الإعلانات في كل مكان، لا يهمه الإعلانات فإعلانه داخلي، الصورة مرسومة أمامه نائماً أم مستيقظاً، ليتفاجأ قبل يومين من المؤتمر بمجموعة أصدقائه الإيجابيون يرسلون له تذكرة الحضور مغلفة في ظرف أنيق، ليعبر عن ذلك ويوصفه بإنّه من أسعد أيام حياته، ولتكتمل سعادته بحضور المؤتمر بفندق السلام روتانا بالخرطوم ويقابل توني بوزان أستاذ الذاكرة الخارقة وخرائط العقل، بل ويجلس معه ويحادثه ويوٌقع له في نموذج خريطة ذهنية.
حلم وخيال ثم حقيقة وواقع، الصورة التي كانت بمخيلة البشير الآن أمامه، يجلس العالم الكبير ويقف، يوزّع معارفه وينقل خبراته ومهاراته ويرسل إشاراته الذكية للحضور، وهو لا يعلم أن أحدهم يجلس وهو مشدوداً لكل نفس وليس كلمة تصدر منه، لينتظر الختام وفرصة التواصل المباشرة والشخصية، ويتقدم ويسأل بإنجليزية واضحة قبل أن ينال توقيعه والصور التذكارية.
توني بوزان استقبل سؤال البشير بخصوص هل توجد سلبيات لاستخدام الخرائط الذهنية؟ وكان الرد: إذا كنت لا تريد أن تكون مبدعاً فلا تستخدم الخرائط الذهنية.
البشير من أسعد الناس الآن، سيواصل مجهوداته المقدّرة بمعنويات عالية ويسعى لتطبيق أفكار عظيمة أخبرني بها ستعمل على رفعة ونهضة السودان.
لا تفقد الأمل في تحقيق حلمك، ولا تكن على قيد الحياة من غير أمل، الاجتهاد والعمل هما ما يصنعان الفرق بين الناجحين والفاشلين، أيام الدنيا معدودة، فليكن لدينا فيها بصمة وإنجاز، وكل يوم يذهب لا يعود مرة أخرى، فلنحسن استغلاله.
د. أمين علي – الخرطوم
استشاري إعلام وتسويق رقمي
