وهم الخلود !!
*كانت أغرب محاضرة أسمعها في حياتي..
*محاضرة فلسفية عن كيفية إطالة عمر الإنسان (جوعاً)..
*أن يعيش أكثر من العمر الافتراضي للبشر مهما بلغ طوله..
*طيب ما علاقة هذا الكلام العجيب بالفلسفة ؟!..
*ما من علاقة سوى أن صاحبه عالم روسي بدرجة فيلسوف..
*أو هو مثل آنشتاين، عالم فيلسوف، وفيلسوف عالم..
*وعقب المحاضرة تلقيت دعوة لا تقل غرابة عنها..
*دعوة من الزميلة (ميرفت) لتناول طعام الغداء معها، وأهلها..
*ويفترض- في هذه الحالة – أن أسأل عن المناسبة..
*ولكني لم أفعل ، فقط قالت لي (أرح) و(رحت)..
*وربما ربطت بين موضوع المحاضرة و(حجمي) آنذاك..
*ومن ثم غلبت عليها مشاعر نختزلها في صيحة (يا حرام)..
*وتأكدت من ذلك حين شرعنا في تناول (الطواجن)..
*فبين فينة وأخرى أسمع والدتها تغمغم (كل يا ضنايا، ده انت هفتان)..
*فهي من (هوانم الدقي) و……..كفى..
*وقطعاً ما كانت لتقتنع بنظرية (الجوع) لدى الفيلسوف الروسي..
*الجوع لإطالة الحياة مع (عقاقير الخلايا)..
*ولم تطل حياتي مع ميرفت- ووالدتها- لاختلاف النظرة تجاه الحياة..
*فأنا من أنصار حكمة (كل لتحيا، لا العكس)..
*والآن فوجئت بملياردير ألماني يعمل على تطبيق (فلسفة الخلود) هذه..
*يعمل على إنزالها من فضاء الخيال إلى أرض الواقع..
*واجتمع أغرب تجريب لأغرب نظرية فلسفية ذات بعد علمي..
*فقد اعترف بيتر تيل بأنه يحقن نفسه بدم (أنثوي)..
*أو وفقاً لتعبيره (حقن بلازما من دماء الفتيات سعياً وراء حياة سرمدية)..
*علماً بأن عمره الآن يفوق قليلاً أعمار الأنظمة العسكرية..
*هل سمعتم بنظام عسكري تجاوز عمره الـ(45) عاماً كحد أقصى؟!..
*فهي تتساقط قبل ذلك بكثير بفعل (الغضب الشعبي)..
*وكلما تطاولت أعمارها اشتد عليها الغضب هذا كما حدث للقذافي..
*أما عبود الذي حكم (6) سنوات فالشعب كان به رحيماً..
*ونصيحتنا لأهل الإنقاذ- بين يدي هذه الفلسفة- أن يكونوا واقعيين..
*أن يشيلوا من رؤوسهم (وهم الخلود)..
*فكل وسيلة لإطالة عمر نظامهم استخدموها وفقدت مفعولها..
*هي لم تؤدِّ سوى لتأخير أعراض الشيخوخة..
*تماماً كما هو الحال مع (حقن) بيتر تيل عند تجريبها في الفئران..
*وحدها الديمقراطية هي من (تعمر) في عالم السياسة..
*والطريق إليها يمر عبر (مائدة طواجن) حوار وطني (حقيقي)..
*أما (الجوعى)- من المناضلين- فلا توصيف لحالهم سوى صيحة (يا حرام)..
*ثم نعقبها بعبارة نهمس بها في أذن كل واحد منهم..
*عبارة (كل يا ضنايا ، ده انت هفتان!!!).
صحيفة الصيحة