تحقيقات وتقارير

الامام في ودمدني ….استدعاء التاريخ والوقوف على الحاضر

بعد أن منعت سلطات ود مدني منح تصديق لإستقبال الامام في ميدان بانت بولاية الجزيرة ،حيث التزمت السلطات الاحزاب بإقامة نشاطاتها بدور احزابها ،وقد سارع حزب الامة إلي إنتقاد تلك الخطوة ووصفها بأنها جاءت في غير محلها ، وكانت الزيارة الاولي للأمام تتزامن مع زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزاراء القومي الفريق اول ركن بكري حسن صالح لولاية الجزيرة ومن محاسن الصدف ان زيارة الامام هي الاولي له خارج الخرطوم بعد عودته من منفاه الاختياري ،وكذلك هي الزيارة الاولي للنائب الاول ورئيس مجلس الوزراء القومي خارج الخرطوم بعد تعيينه رئيساً لمجلس الوزراء،ويأتي تدافع الاحزاب نحو الجزيرة لأنها تمثل قومية السودان اذ جمع المشروع كل اهل السودان في منطقة واحدة وتجانسوا، وايضاً تمثل الجزيرة التاريخ المشرق كمؤتمر الخريجين ورمزية ثورة ود حبوبة التي تمثل الانصار،وبهذه الابعاد التاريخية والماثلة كانت زيارة الامام من جانب حزب الامة القومي وزيارة النائب الاول من ناحية المؤتمر الوطني ،وهذا يؤكد أن هذه الزيارات هي جس نبض لقواعد تلك الاحزاب في ولاية الجزيرة التي ربما تكون عاصمة السودان القادمة.

دعوة للأنضمام:
وكان خطاب النائب الاول ورئيس الوزراء القومي بكري حسن صالح وجه فيه اعضاء الوطني للنهوض بالحزب والوقوف مع البشير في المرحلة المقبلة ولكنه وجه برسائل عامة منها الدعوة للسلام والحلول السلمية وايضا كان خطاب الامام الصادق يحوي الحلول السلمية وعدم لجؤءهم للحلول العسكرية والقوة الناعمة والناظر للخطاب هذه الايام يجدها كلها تتحدث عن الحلول السلمية .
زيارة اولى
في اول زيارة له بعد عودته من منفاه الاختياري القاهرة زار الامام الصادق المهدي ولاية الجزيرة وكانت الزيارة ضمن الطواف الذي سيطوف به الامام لكل ولايات السودان وكانت هذه الزيارة مقرر لها ان تكون في ميدان بانت لكن السلطات الامنية رفضت لهم بذلك وتم تحويلها إلى دار الحزب،وقد تحرك وفد الامام من الخرطوم منذ الصباح وكان بمعيته الفريق صديق نائب حزب الامة واللواء فضل اللله برمة نائب رئيس الحزب والدكتورة مريم وسارة نقد الله الامين العام للحزب ومساعديه وكل القيادات وفي تمام الحادية عشر والنصف تم استقبالهم عند مدخل ود مدني وكان استقبالا حاراً من محبيه وبعدها تحرك الوفد إلى دار الحزب، وبعدها خاطب دائرة الشباب والطلاب وقال في هذه المخاطبة ان مهمتهم في المرحلة القادمة وقف الحرب وتقييم الحرية واسقاط الدكتاتورية وانه لامجال لحكم السودان بالقوة ولابد ان يكون حكم السودان قومي وان يجد كل شخص في السودان ملامحه وتطلعاته وقال انهم مهتمون بارساء دعائم السلام الشامل والمساهمه في اقناع القوة الحاملة للسلاح بالعودة للسلام واضاف لابد من وضع دستور دائم للبلاد يحل كل المشكلات الحالية وان يكون هنالك توزيع للخدمات والبنية التحتية.
قوة ناعمة
ذكر الامام الصادق المهدي انهم ضد اسقاط النظام بالقوة وانهم يعملون لهجمة بالقوة الناعمة سوف تأتي اكلها وسياسات جديدة ونظام جديد وقال ان القوة الناعمة متمثلة في التجمعات الشعبية وجزء من هذه الهجمة يضع ميثاق للسياسات البديلة وسوف نصدر كتاب نسميه ميثاق بناء الوطن ونريد من هؤلاء في اشارة للحكومة ان يعرفوا ان هناك شباب صبور على هذه الافاعيل التي فعلوها بنا وان يتأكدوا ان القوة المعارضة موحدة ،وقال ان لديهم مشروع يوحد كل القوى السياسية
وفي سياق اخر قال الامام ان مشروع الجزيرة الأن اصبح مشروع لانتاج الطفيليات ووصفه بأنه مشروع لانتاج افات الزراعة.
تخطيط تام:
وأوضح الامام الصادق المهدي ان لديهم تخطيط تام للقيام بسياسات بديلة ولابد من ايقاف الحرب وان يكون هناك تحول ديمقراطي شامل وفيما يخص الحوار الوطني قال الامام الصاق المهدي اذا اتى هذا الحوار بثلاثة حاجات نقول لهم قد احسنتم واذا لم يأتي نقول لهم انتو (بتعملوا بوهية لنظامكم ) الحاجة الاولى هي كفالة الحريات وبعدها لابد لجهاز الامن ان يكون جهاز معلومات لا جهازاً تنفيذياً وايضا ان يعترفوا بأن هذا الحوار كان مع ناس شاركوهم في السلطة،وأشار الامام إلي ان هذا الحوار لن يوقف الحرب ولابد ان نقنع الحركات المسلحة بوضع السلاح ،ونوه الامام بانهم ما عاوزين ينتقموا ولكن يريدون حقوقهم وقال انهم قادرين على توحيد المعارضة واذا حصل توحيد سوف يعمل نقله للسودان.
رؤية واضحة
من جانبه قالت الدكتور سارة نقد الله الامين العام لحزب الامة ان ان ولاية الجزيرة هي الاكثر تضررا من حكومة الانقاذ بعد تدمير مشروع الجزيرة وقالت ان لديهم رؤية واضحة لاعادة مشروع الجزيرة الى ماكان عليه وفي ذات السياق قال الفاتح شريف ممثل القوى السياسية بولاية الجزيرة انهم بصدد تكوين جسم يضم كل القوى السياسية وانهم سيناقشون عدة قضايا من ضمنها مشروع الجزيرة الذي كان يحمل السودان على اكتافه وايضا قضية الحريات
حضور نوعي:
امتلأت دار حزب الامةالقومي بولاية الجزيرة في تمام الساعة الرابعة عصر السبت بالاحباب والانصار وحضر ايضا ممثلين للقوى السياسية والطرق الصوفية وايضاً حضر ممثل الكنيسة القبطية بمدني ديماتيوس ،وقد عكس هذا الحضور صورة جميلة عن تجانس اهل الجزيرة وتكاتفهم مع بعضهم البعض،وكان حضوراً نوعياً يؤكد وقوف بعض الاحزاب مع بعضهم البعض وان حزب الامة متجانس مع الجميع لذلك لبة بعض الاحزاب تلك الدعوة.
توحيد المعارضة:
واكد الامام ان كل القوى المعارضة موحدة وان هناك من سماهم بالمبسوطين من مشاكل الحركة الشعبية، وأضاف لكن اقول لهم انها تنظيمية وكشف عن قيادات داخل الحركة تطالب بتقرير المصير وانتقد الطلب وضرب مثال بإنفصال الجنوب وقال انها تجربة فاشلة واضرت به ووصف مالك عقار والحلو بالقيادات المعتدلة والتي يمكن ان تجنح للسلام ،وقال الامام ان امريكا لن تقف مع الحزب الحاكم وان رئيسها الحالي لن يستمر لان هناك قيم تركها وارجع ذلك لانها ليست دولة الحزب الواحد بل دولة مؤسسات ،واضاف الامام اذا حصل اتفاق للنظام مع المعارضة سوف تحصل نقله للسودان خاصة في ملف السلام، وهدد المهدي بإعتصام سياسي يضم السودانيين بالداخل والخارج في حال عدم استجابة النظام لمرئياته حول مشروع الحوار الوطني.
ذرف الدموع:
وفي تمام الساعة الرابعة والنصف بدأ الإحتفال وسط تكبير داوي وشعار الانصار (الله اكبر ولله الحمد ) وكانت البداية داوية بالشعارات وازدحام كبير للإنصار حول الامام مما اثبت حب الانصار له، وذرف بعض المحبين الدموع وتغير حالات بعضهم اثناء رؤيتهم للامام مما جعل الامام يذرف الدموع اثناء تفاعله مع انصاره وبادلهم الدموع وتدافع الانصار حول المنصة مما سبب ازدحاماً حول المنصة وفقد المنظمين السيطرة على الوضع.

الوان