على مصر ان تختار.. (طابا) ام (مثلث حلايب)

ﻓﻲ 13 ﻣﺎﻳﻮ 1985 ﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ المصري ﺭﻗﻢ 641 ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻄﺎﺑﺎ..عندما اصبحت قضية نزاع اسرائيل ومصر على طابا (قضية امام التحكيم الدولي)..وشكلت اللجنة المصرية القومية
ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺼﻤﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭﻋﻀﻮﻳﺔ 24 ﺧﺒﻴﺮ، من خبراء القانون والجغرافيا ..والجغرافيا العسكرية
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ(خبير مصري) اكد ﺃن وثأئق ملكية مصر لطابا ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺼﺮ .
فالذي ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺃﻥ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﻣﻠﻜﻴﺔ طابا ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴة
الدﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﻧﺎﻥ ﻟﺒﻴﺐ ﺭﺯﻕ ،(مصري) جاء ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭحصل ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻌﺎﺕ 3 ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﺣﺘﻰ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ 29 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1988 ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻤﻘﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺟﻨﻴﻒ ، ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭ ﻭﻛﻴﻠﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﻴﻦ، ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻟﻜﻼ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ، ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ 4 ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ 230 ﺻﻔﺤﺔ
ذهبت مصر الى جنيف ولجأت الى التحكيم الدولي لانها تعلم ان اي حرب مع اسرائيل تنتهي بنكسة ..وهى الان ترفض اللجوء الى التحكيم الدولي
الوثائق التي اثبتت ملكية مصر لطابا اتثبت سودانية حلايب…ولا تريد مصر ان تفقد طابا وفي النفس الوقت هى تهيمن على حلايب وهى تعلم انها سودنية (القبائل الموجودة بها (بجة وبشاريين )هى قبائل سودانية ..ووثيقة اثبات ملكية مصر لطابا التي بسببها حكم القضاء الدولي المختص بالفصل في قضايا النزاعات الحدودية بين الدول هى نفس الوثيقة التي تثبت سودانية حلايب …
هذه الدولة (مصر) تلجأ الى القانون الدولي …عندما يكون الصراع مع اسرائيل (العدوة) وتلجأ الى استخدام قانون الغاب مع السودان (الشقيق) فهى تواصل قتل الابرياء من الاهالي في المثلث…ويعتدي بعض افراد الجيش المصري على مواشي الاهالي وترفض اللجوء الى التحكيم الدولي لأنها تعلم انها ستخسر القضية ..لاحظ ان اسرائيل احترمت القانون الدولي ووافقت على اللجوء الى التحكيم رغم انها تعلم تماما انها تتفوق عسكريا على مصر .ويمكنها ان تضع مصر امام الامر الواقع اذا احتلت طابا كما تفعل مصر مع السودان الان فيما يخص مثلث حلايب..مستغلة ظروف السودان الاقتصادية وظروف النزاعات المسلحة الداخلية التي تدعم مصر قادة الطرف الخارج عن القانون فيها وتفتح لهم اراضيها للاقامة فيها وهى التى استنكرت وادانت (حضور ثلاثة افراد فقط من جماعة الاخوان المسلمين في مصر لمؤتمر لفعاليات دينية تنظمه جهات غير رسمية )عقد قبل مدة في الخرطوم..ورغم انها تعلم انها اي (اسرائيل )يمكن ان تخسر طابا وقد خسرتها بالفعل رغم اهمية طابا وموقعها الاستراتيجي .. فطابا ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﻭﻫﻀﺎﺏ ﻃﺎﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﻣﻴﺎﻩ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ . ﻳﺒﻠﻎ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ 3000 ﻧﺴﻤﺔ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ 508.8 ﻓﺪﺍﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﻭﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﺮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺤﻮ 240 ﻛﻢ ﺷﻤﺎﻻً . ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻤﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ 4 ﺩﻭﻝ ﻫﻲ ﻣﺼﺮ ، ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ، ﺍﻷﺭﺩﻥ ، ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺇﻳﻼﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻧﺤﻮ 7 ﻛﻢ ﺷﺮﻗﺎً، ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻸﺭﺩﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ

ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻭﻥ ﻓﺄﻥ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ
ﻭﺇﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﻓﻤﺎ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺤﺠﻴﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﺗﻐﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ
ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ ﻣﺜﻠﺚ ﺣﻼﻳﺐ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ
ﻭﻗﻊ ﻭﺯﻳﺮ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻓﻲ 1902ﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻌﻴﺘﻪ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻜﻮﻥ
ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻫﻢ
ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺭﺽ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ
ﺷﺮﻳﻄﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﺷﻤﺎﻻً ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺎﺑﻌﺔً ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ 1517ﻡ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ، ﻭ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1906ﻡ ﻭﻗﻌﺖ
ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭ
ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﺑﺘﺒﻌﻴﺔ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻟﻤﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﻨﺔ
1946 ﻡ.
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻴﺰ ﻟﻤﺼﺮ ﺍﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﻴﻨﺎﺀ ﺑﺤﺪﻭﺩﻫﺎ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ؟
ﻭ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻼﻳﺐ ﺃﺭﺿﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ…..لأنه اذا لجأت الدولتين مصر والسودان الى التحكيم الدولى ورفضت مصر الاخذ بالوثيقة كقرينة اثبات تبعية حلايب للسودان فهذا يمنح اسرائيل حق الطعن في الحكم الدولي الصادر في جنيف بايلولة طابا الى مصر…
وعلى مصر الان ان تحدد ايهما اجدى وانفع لها طابا ام مثلث حلايب…لأنها لن تستطيع حيازتهما الاثنين في حالة اللجوء الى القانون الدولي اما طابا او حلايب…
فهى لو طعنت في صحة الوثيقة بأي شكل كان فمعنى هذا بطلان الحكم الصادر لصالحها بتبعية طابا لها واذا اقرت بصحتها فهى تقر بتبعية حلايب السودان ويبقى الحل الوحيد هو الهروب من المواجهة مع السودان امام المحكمة الدولية وهو مافعلته مصر ..على الرغم من اسرائيل نفسها لم ترفض التحكيم الدولي …اي ان احترام اسرائيل للقانون الدولي فاق احترام مصر له
لذلك هى ترفض الان ما يطرأ على علاقات السودان بالولايات المتحدة واوربا والخليج من تحسن اضافة الى علاقته الطيبة اصلا مع روسيا والصين …و

يقولون ان ثمة مؤمرات ضخمة تديرها مصر في الخفاء لتعكير صفو العلاقات بين السودان والخليج
مصر(الشقيقة) التي تحتل حلايب باستخدام قانون الغاب..تطلب من السودان مساندتها في قضية سد النهضة..رغم ان السد سيقلل من خطر فيضانات النيل الازرق داخل الاراضي السودانية فهو احيانا يجتاح المدن القرى ويدمر المنازل المتاخمة له ويحيلها هباءا منثورا… ويلحق خسائرا فادحة بالارواح والاموال… كما ان اثيوبيا التزمت بمد السودان بالكهرباء باسعار تفضيلية

مصر (الشقيقة) هاج اعلامها وماج وكال كبار اعلامييها (احمد منصور) واخرون السباب العنصري والاهانات للشعب السوداني لأنه رفض ان يتناول الفواكه المنتنة المقرفة التى تروى بمياه الصرف الصحي.. .
مصر الشقيقة تستخدم عبارات(الاشقاء السودانيين) (التاريخ المشترك والمصير المشترك والجوار وابناء النيل، و……و….و) عندما يقرر السودان ان مصلحة الدولة العليا ومصالح الشعب السوداني هى معيار اتخاذ القرارات السياسية …وعندما يتعلق الامر بالمصلحة المصرية فأنها تنسى هذه العبارات التي تخاطب القلوب وتشوش التفكير العقلاني المنطقي للدولة السودانية وذلك لطبيعة الانسان السوداني(الايثار والتضحية ) في سبيل اولى القربى والدم والجوار.. وقد انتهت هذه الاشياء واجيال اليوم تتمتع بفهم عميق وتفكير منطقي يحكم العقل ويعلي مصالح الوطن على مصالح الغير.. مصر تريد.مواقف سودانية داعمة لها دائما وابدا في كل قضاياها بغض النظر عن حسابات ودراسات الدولة السودانية فيما يخص هذه القضايا و على الرغم من ان نفس الدولة المصرية كانت ولازالت تدعم كل الحركات المارقة على القانون والدولة في السودان من لدن غرانغ مرورا بحركات دارفور..وحتى ما يخطط له الان من استخدام حفتر والمال الليبيي والارض الليبية لتدريب وتسليح العناصر المتمردة الدارفورية …وحفتر الان موجود في الاراضي المصرية للتنسيق والتخطيط لهذه الاهداف…
اليس في مصر رجل رشيد

بقلم✏ محمد عبد المنعم السوداني

Exit mobile version