خواجة (رِذِل) !!
*زميلنا أزهري (ما مرتاح) اختفى فجأة..
*فهو صحفي وشاعر ومترجم وناشط في منظمات المجتمع المدني..
*اختفى مثل اختفائي (المفاجئ) عن الصحافة آنذاك..
*أي في الأيام التي أحكي فيها دواعي كلمتنا هذه قبل أعوام..
*واختفائي عن الصحافة- وزاويتي- كان لظروف (فنية)..
*ظروف أشبه بظروف احتجاب الأعمدة الصحفية- أحياناً-لأسباب (فنية)..
*أما عبارة (ما مرتاح) هذه فلقب أطلقته عليه ممازحاً..
*وكان ذلك عقب إخراجه من غرفة الإنعاش وقد أٌجريت له عملية جراحية..
*فقد كان يتمتم بشيء وهو محمول على النقالة..
*وحين دنوت منه لأسمع هذا الهمس وجدته عبارة (أنا نهائياً ما مرتاح)..
*ثم يضيف إليها قسماً لتصير (والله خالص ما مرتاح)..
*أما أنا فقد ارتحت من صديقه (الخواجة) الذي حمَّلني عبء ترحيله بسيارتي..
*رغم إنه قصد تحميل الخواجة عبء تخفيف (عبئي)..
*عبء احتجابي (الفني) بتحويل مجرى الفلوس من جيب صاحب التاكسي لجيبي..
*فامتلأ جيبي- بالفعل- ولكن رأسي (خلا) من العقل..
*أو خلا عقلي- بتعبير أدق- من أي تبرير (عقلاني) لأسئلة الخواجة المحرجة..
*أسئلة تضرب عميقاً في قلب كرامتي الوطنية..
*فبيت الشعر(بلادي وإن جارت علي عزيزة) كان شعاري إزاء الخواجة المستفز..
*فهو لا يترك شاردة ولا واردة- في الشارع-إلا وسأل عنها..
*وأغلب هذا الذي يرصده يستحق عبارة علي الحاج الشهيرة (خلوها مستورة)..
*علماً بأن أي سؤال منه تتفرع عنه عدة أسئلة موجعة..
*ثم لا يكتفي بإجاباتٍ (أي كلام)- تهرباً- وإنما يريد (كل الكلام)..
*ومن هذه الأسئلة مثلاً (من أين أتى هؤلاء؟)..
*وذلك حين مررنا- لسوء حظي- بمنطقة السوق العربي ذات الزحام الخرافي..
*فقلت له إنهم ليسوا جميعهم بسودانيين..
*ومن الآخرون إذن؟ وكيف تميزون بينهم وبينكم؟ وهل وجودهم هذا مقنن؟..
*وينهمر سيل أسئلة نطرحها نحن أنفسنا على المسؤولين..
*ثم لا نجد إجابات منهم بما أنهم غير (مجبورين) عليها كما هو حالي مع الخواجة..
*وتتنقل الأسئلة (البائخة) بتنقلنا من مكان لآخر..
*أسئلة عن (أكوام) طبالي الشاي، و(أكوام) الذين حولها، و(أكوام) الأوساخ خلفها..
*أسئلة عن كثرة رجال المرور، و(سوء المرور)..
*أسئلة عن تعذيب المواطنين بتخصيص نوافذ خدمية محدودة للمئات منهم..
*أسئلة عن (تكرار) نشرات الأخبار بالتلفزيون..
*فلما قلت له إنها (متجددة) نظر نحوي نظرة كبير عاقل إلى صغير جاهل..
*ثم واصل ساخراً (وهل العصي والمقصات متجددة أيضاً؟)..
*وعند هذا الحد رأيت أن (أقص) علاقتي به قبل أن أضربه بـ(عصا)..
*واعتذرت لأزهري بأنني (ما مرتاح خالص !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة