صلاح الدين عووضة

فبم تبشرون؟!


*صديقي الحلمنتيشي- عبد الرفيع- دعاني إلى سنار..

*والمناسبة بدء فعاليات مهرجان سنار عاصمة للثقافة الإسلامية..

*فهو زميل صحفي إلى جانب كونه أحد (أعيان الصعيد)..

*ثم إنه ليس بالشخص الذي يُرد له طلب بحكم ما بيننا من ود وصداقة واحترام..

*وقبل الخوض في موضوع الدعوة نعود قليلاً إلى الوراء..

*إلى زمانٍ كنت منتسباً فيه إلى (الرأي العام) ومعي-أو أنا معه- الدكتور الشوش..

*فهو كان قدم من الاغتراب لتوِّه وصعُب عليه (الحال)..

*حالنا نحن، والبلد، والناس، والمعيشة، وصحفنا التي ليست مثل (مجلته الخليجية)..

*فكان- من ثم- يتوق إلى (كدَّة) مع المؤلفة قلوبهم..

*والمفردة بين القوسين أعلاه هي من بنات (أحزانه) وليست من عندي..

*أما تصوُّره للكدَّة نفسها فمن بنات (أسفاره)..

*فمن كثرة أسفاره واغترابه و(راحاته) لم يكن يريد سوى وظيفة سفير..

*ومن شدة حرصه على الكدّة ترجاني أن أساعده..

*أن أكتب (كلمتين حلوتين) أناشد فيهما الحكومة بتحقيق أمنيته..

*ونظير ذلك وعدني بمنصب (ملحق إعلامي) معه..

*وكنت أسأله عن وعده- مداعباً- صباح كل يوم فيبشرني بكلمة (أبشر)..

*فصارت مفردة (أبشِر) ملازمة لمفردة (كدَّة)..

*ومن غرائب الصدف أن الحكومة تفاعلت مع أشواقه وتفضلت عليه بـ(كِديدة)..

*نعم كِديدة-لا كدَّة- تمثلت في وظيفة ملحق إعلامي..

*يعني تفضلت عليه بالمنصب الذي كان يُفترض أن يتفضل عليّ هو به..

*فلم يبْقَ أمامي سوى منصب ذي (غرفة صغيرة)..

*منصب بواب (السفارة في العمارة) بما أن بقية الوظائف كلها (مكدودة)..

*(أها)، مثل هذه الغرفة ما كنت لأجدها في سنار..

*فقد اشترطت على صاحب الدعوة عبد الرفيع مصطفى أن أحظى بغرفة لوحدي..

*وذاك قرار اتخذته منذ رحلة سابقة لسنار ذاتها..

*وكانت استجابة لدعوة خاصة بمصنع السكر لا أذكر مناسبتها الآن..

*ولكني أذكر جيداً ما كان يبدر من شريكي في الغرفة ليلاً..

*ورغم أنها شراكة لليلة واحدة- من بعد استئذان- إلا أنها كانت (تكفي وزيادة)..

*فهو كان مصاباً بعادة-لا مرض- الكلام أثناء النوم..

*وعند الفجر كنت أعرف عن حياته كل شيء، منذ بدايتها وحتى نهايتها بـ(الزواج)..

*والأسوأ من ذلكم، ساهرت منذ بداية الليل وحتى نهايته..

*نعود إلى موضوع الدعوة وأقول إنني حمدت الله على عدم تلبيتها..

*فقد كانت الغرف (أندر من لبن العصفور)..

*أو- كيلا يغضب مني صاحب الدعوة- كانت الغرف (قليلة) والوفود (كثيرة)..

*أما سبب عدم تلبيتي الدعوة فمفردة ذكَّرتني بـ(أخت) لها..

*مفردة……….. (أبشِر !!!).