عندما ينعدم الأكسجين في المستشفى
وصلتني هذه الزفرة الحرّى من د.حسين جعفر الحفيان
مدير مستشفى كسلا والتي أنقلها إليكم بحذافيرها لعلها تحرّك ساكن الإمدادات الطبية لتُعيد النظر في قرار سابق أراه مهدّداً لحياة المرضى خاصة في الولايات البعيدة.
كنتُ قد كتبتً عن احتكار الإمدادات الطبية للأكسجين وجعل وزارة الصحة تُلزم المستشفيات بعدم شراء الأكسجين إلا من الجهة التي تحدّدها هيئة الإمدادات..!!!! حتى المستشفيات التي كانت آمنة مستقرة يأتيها أكسجينها رغداً من كل مكان، باتت تحت رحمة ذلك القرار الغريب، وكان نفر منكم قد استبعد هذا الأمر واعتبرها مغالاةً وتطرّفاً إعلامياً.
اليوم أنا المدير العام لمستشفى كسلا التعليمي.. حاجتي الأسبوعية تقدر بـ 80-100 أسطوانة أكسجين..
السبت الماضي 25 مارس اتصلنا بالمسؤول بالشركة ليرسل لنا طلبيتنا.. فتهاوَن هذا الرجل ولم يرسل الأكسجين المطلوب بالرغم من ملاحقاتنا الهاتفية له، بل إن الرجل ظل يَعِد ويسوِّف بلا مبالاة، وذلك حتى صباح الخميس الماضي حيث أقسم بالله أن العربة المحمَّلة بالأكسجين قد تحرّكت نحو كسلا حوالي التاسعة صباحاً.. ظللنا نرقب وصولها حتى المساء لكن الرجل اعتذر عند الاتصال به بأن العربة لم تتحرَّك في مواعيدها منتقضاً قوله الأول بأنها قد تحركت أمام ناظريه..الآن – لحظة كتابة هذا المقال .. ظهر الجمعة – أنا في المستشفى حيث يتقاطر عليَّ العاملون من الأقسام المختلفة مستفسرين عن الأكسجين… ولا يزال ذلك المسؤول (ج) يسوّف.. فبعد أن ادعي بأن تلفون السائق مغلق، رجع وقال إن السائق الآن في حلفا….!!!! وأخشى إن اتصلت به أن يقول لي إنه في حلفا القديمة!!!
كل هذا لا يهم الشركة إنما يهمها
إجبارنا بالقانون على أن نشتري الأكسجين منها فقط!
وأن تتركنا أمام موظف يُجيد التسويف وتعويم الردود ولا يحس بالمسؤولية.. ولا يأبه أو يهتم بالمعرَّضين للموت من المرضى..
وإزاء هذا الموقف سنظل نردح ونرزح تحت وطأة هذه اللوائح المُلزمة.
د.حسين جعفر الحفيان
مدير عام مستشفى كسلا التعليمي
حُرمة المال العام عند الخواجات!
في آخر سطر من هذا المقال المنقول علّق كاتبه بالسؤال: (عليكم الله ديل كفار)!
سؤال الكاتب ذكّرني بمقولة منسوبة إلى شيخ الأزهر العالِم الجليل محمد عبده حين قال بعد زيارته لأوروبا معلّقاً على سلوك كثير من الخواجات المتَّسق مع القيم الإسلامية : (وجدتُ الإسلامَ ولم أجد المسلمين)!
ذلك السلوك الأخلاقي الرفيع هو ما جعل الخواجات يصعدون ويفلحون في إحداث نهضة سادوا بها العالم في حين تقهقر المسلمون وانحطّوا حين تخلّوا عن قيمهم الإسلامية التي لطالما سادوا بها الدنيا ذات يوم، عندما كانت أوروبا ترزح تحت دياجير الظلام.
أتركُكم مع هذه القصة الطريفة التي تحكي عن قيم هجرناها بينما تعلّق بها آخرون من غير المسلمين.
القصة تحكي عن حرمة المال العام، ولعل قراءنا الكرام يذكرون كيف اعترض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على قبول الموظَّف العام للهدية التي ما كان من الممكن أن تُعطَى اليه لو لم يكن متقلّدًا تلك الوظيفة. أحيلكم إلى المقال.
————–
ﺃﻟﻘﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻗﻄﺎﺭ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﺪﻥ، ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺸﺤﻦ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺍﺗﻬﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺴﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ، ﻭﺃﺻﺪﺭﺕ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﺭﺳﻤﻴﺎً ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﺔ، ﻣﻮﺿﺤﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻪ قد ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ﺭﻭﺑﻴﻦ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 45 ﻋﺎﻣﺎً ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ
ﻣﻘﺒﺴﺎً ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎً ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﺪ ﺣﻘﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﺷﺎﺣﻨﻪ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻫﺎﺗﻔﻪ “ﺁﻱ ﻓﻮﻥ” ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺮﺍﻛﺐ ﺭﻭﺑﻦ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺑﻄﺎﺭﻳﺔ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺣﻦ ﻟﻤﺪﺓ 5 ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻭﺗﺘﻬﻤﻪ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺴﻠﻮﻙ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ ﺣﺴﺐ ﺻﺤﻴﻔﺔ “ﺷﺘﻴﺮﻥ” ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺭﻭﺑﻦ ﻟﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑاﺻﻄﺤﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﺮﻑ روبن ﻟﻲ ﺃﻥ ﺷﺤﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻣﻦ ﻋﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﻌﺘﺒﺮ”ﺳﺮﻗﺔ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ .”
ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﺍﻛﺘﻔﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﺤﻀﺮ ﻟﺮﻭﺑﻴﻦ، ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ إﻧﺬﺍﺭ ﺭﺳﻤﻲ ﻟﻪ ﻣﺤﺬِّﺭﻳﻦ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ …
عليكم الله ديل كفار؟ !
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة